عدنان الصائغ للوكالة : لم يتركوا تهمة إلا وألصقوها وراء ظهري
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
لبنتى

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 113917
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 566
مشرفة سابقة
لبنتى

مشرفة سابقة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 113917
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 566
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 16.7
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6805
  • 21:17 - 2007/12/28

عدنان الصائغ للوكالة : لم يتركوا تهمة إلا وألصقوها وراء ظهري
الخميس, 2007.12.27 (GMT)

 

يقولون عني أنني لست بشاعر لإنني لا أسكر ولا أدخن ولا أعربد.

لم يتركوا تهمة أو شتيمة أو اشاعة على وجه الأرض لم يلصقوها وراء ظهري

عوامل الإبداع ليس حكراً على شعب ما أو بلد ما. بل هي مثل الضوء والهواء الذين يصلان للجميع

الشاعر مجبول على الحرية. والحرية شرط الإبداع. فلا كتابة بلا حرية.

هناك فرق هائل بين الثقافة الأصيلة وثقافة الاستنساخ، بين ثقافة التفاعل وثقافة الجمود، بين التابع والمتبوع.

خاص وكالة الشعر - يقدم نفسه على أنه شاعر بسيط ربما لأن قصيدته تواجه تعقيدات المنفى والحروب والحروب الضيقة التي يشعلها الآخرون هنا وهناك ضده بكم هائل من التوقد الشعري الدي يكاد ان يتحول إلى فردوس العالم المفقود ، قصيدته تلتفت إلى الأمام شرطها أن تسطع كشمس حرية الإبداع، يأخدك عدنان الصائغ إلى رائحة الفرات و الأصدقاء و الحزن بلغة شفيفة تحتاج منك فقط لحظة تضبط فيها قلبك على ساعة الشجن العراقي الدي يصاحبه من عاصمة إلى أخرى.خرج من العراق غصبا بعد أن خرج من الحرب سهوا واستمرت سيرة الخروج من منفى إلى منفى مستمرا في تأبطاته التي نزفت مجموعات شعرية اهتمت بها العديد من الكتابات والدراسات النقدية بعيدا عن مصادراتهم قريبا من مشيه ومواصلته الكتابة أمام الكم الهائل من المكابدات استوقفته وكالة أخبار الشعر في محطة البوح الخاص بحثا في سيرة الشاعر و الحياة والمنفى والكتب .

* سألوك أين يداك؟ وأجبتَ: نسيتهما يلوحان للقطارات

 وحسدوك عليها بـ: أين امرأتك؟ فأخبرتهم: اختلفنا في أول متجر

وأرادوا أن يعرفوا أين وطنك؟ فكان الرد: ابتعلته المجنزرات

فشكّكوا أنك في بطن المجنزرات فسألوك مرة أخرى أين سماؤك؟ فكانت الإجابة لا أراها لكثرة الدخان و اللافتات

ويبدو أنهم تعبوا معك وكان السؤال الأخير: أين حريتك؟ فكان الجواب: لا أستطيع النطق بها بسبب الارتجاف.

بعد كل هذا علينا أن نعرف بالضبط أين أنت؟ و لماذا أنت؟

- كما ترانى ما زلتُ متأبطاً منفاي، أجوب الأصقاع والشتات، بحثاً عن وطن باتساع القصيدة، وقصيدة باتساع الحرية، وحرية باتساع العالم، وعالم باتساع قلب الله.

أكتبُ وأقرأ وأحلم وأحب وأشاكس.. وكلما ازداد العالم تشظياً وبؤساً بسبب قادته وحروبه وايديولجياته المتصارعة ازددتُ إيماناً بضرورة الشعر التي عجز عن إدراكها متقصداً جان كوكتو وهو يقول: "الشعر ضرورة.. وآه لو أعرف لماذا..؟".. وترسختُ يقيناً بما ذهب إليه هولدرلين يوماً بأن"ما يبقى يؤسسه الشعراء"..

ذلك لأن الشعر الحقيقي هو الفضاء الأرحب لأن يلتقي فيه كل البشر بلا منازعات ولا أطماع ولا تعصب ولا تكفير ولا حدود.. أنه أقرب إلى المدينة الفاضلة التي حلم بها الفلاسفة منذ القدم أو إلى الفردوس الذي بشّرت بها أغلب الأديان والميثيولوجيات، بديلاً عن هذه الأرض المثقلة بمشاكلها..

وهكذا ظل الشاعر الذي فيَّ يجيب عن تلك التساؤلات الموجعة والشامتة بروح السخرية والمرارة.

نعم. لقد صادروا منه الوطن والحبيبة والثورة والسماء والحلم والحرية. ولم يكتفوا بهذا بل أرادوا أخيراً أن يصادروا لسانه، أن يقصوه، ليمنعوه من الكلام أو الصراخ. وهذا ما حدث لي بالضبط.

* قـام ميلاط نور العروبة ببحث حول رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي وخرج من هذه الدراسة بأن الرواية كُتِبت بقلم اسرائيلي، يبدو أنك محظوظ لدرجة أنك لم تتهم إلا بمحاباة النظام السابق.

-لا لستُ محظوظاً. فاشاعة محاباة النظام عندي لا تقل دناءة وقسوة وبشاعة من محاباة الاسرائيليين أو الظلاميين أو الفاشيين. ثم من قال لك أنهم لم يشيعوا ويتهموني بذلك. يا صديقي لم يتركوا تهمة أو شتيمة أو اشاعة على وجه الأرض لم يلصقوها وراء ظهري: من الانتماء للحزب الشيوعي إلى الانتماء لحزب البعث إلى الانتماء لحزب الله إلى الانتماء لحزب الشيطان.. ومن محاباة امريكيا واسرائيل إلى محاباة النظام العراقي المقبور إلى الطعن في القرآن إلى المساس بالذات الإلهية..

فمنذ "نشيد أوروك" ومنذ حصولي على جائزة هيلمان هاميت في نيويورك 1996 وجائزة الشعر في روتردام 1997 لم يهدأ سعار بعض الفاشلين والحاقدين والظلاميين ورائي..

يقول الأديب اللبناني سعيد تقي الدين:

"إذا أردت قتل خصمك لا تطلق عليه الرصاص

بل أرمهِ بشائعة".

ردي البسيط هو أنني شاعر بسيط، حر ومستقل، أؤمن بالشعر وبالرب وبالوطن وبالإنسان وبالجمال وبالحرية.. لمْ أنتمِ لأيِّ حزب داخل الوطن أو خارجه، ولمْ أمدحْ حاكماً بحرف واحد، ولم أوالي نظاماً عربياً أو غربياً طيلة حياتي (وعملي وشعري وأرشيفي في الوطن وفي المنفى معروف للجميع، اليوم، أو بعد قرن)..

أما ردي الآخر فهو بالمزيد والعميق من الكتابة.

 

* للانسان هيئته الخاصة وشكله ولا يمكن أن يكون بشكل آخر، ويقول البعض أن الشعر بالقالب التقليدي، بغيره يمكن أن يكون أي شيء آخر، بهذا الميزان عدنان الصائغ ليس بشاعر فما رأيك؟.

- عدنان الصائغ ليس بشاعر!.. هل تتصور أنها تهمة أو اشاعة جديدة.. أبداً. لقد قالوها وكتبوها مراراً.. وانا سعيد بها أي أنهم قرأوني..

ردي البسيط أيضاً وأيضاً: لقد كتبت عن تجربتي المتواضعة أسماء مهمة في العراق وخارجه، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: عبد الوهاب البياتي، سعدي يوسف، حسب الشيخ جعفر، جبرا ابراهيم جبرا، عبد العزيز المقالح، د. صلاح نيازي، شيركو بيكه س، رشدي العامل، مدني صالح، فاضل ثامر، ياسين النصير، صباح الخراط زوين، د. حاتم الصكر، د. حسن ناظم، سعدية مفرح، د. علي عباس علوان، د. خليل الشيخ، وغيرهم، وغيرهم.

فهل هؤلاء لا يعرفون الشعر. حسناً إذن.

أطرف ما سمعته - منتصف الثمانينات – أن أحدهم قال عني وهو صديق شاعر يدعي الصعلكة وكان يتصدر الاعلام وحانات اتحاد الأدباء: أنني لستُ بشاعر.. - كيف حكم ذلك؟ - لأنني لا أسكر ولا أدخن ولا أعربد..

أحد مريديه من الناشئة قرأ أو سمع هذا الرأي، فراح منذ تلك النصحية الشعرية ولليوم، يدخن بافراط ويسكر ويعربد.. أصيب بمرض في الرئة وقرحة في المعدة لكنه لم يصبح شاعراً..

لقد راح المريد ضحية هذا الوهم وما أكثره في وسطنا الأدبي.. وانتهى شاعره واستاذه الناصح بحال لا يخطر على بال..

الإبداع الشعري والإخلاص للشعر ليس له علاقة بهذه الشكليات أو الترهات. أنه أعمق وأعقد من هذا المفهوم السطحي الذي يشبه وصفات الملالي في مدننا القديمة للمرضى السذج. إنها عادات وشؤون لا علاقة لها بالشعر.

لقد التقيتُ شعراء كبار وصغار لا يتعاطون الشرب والتدخين، والتقيت شعراء كبار وصغار لا يتوقفون عنهما. المسألة مسألة موهبة وابداع وخلق وليس مسألة شكليات تختلف من شخص إلى آخر.

لقد غنينا وانتشينا وثملنا بالموشح الشهير لمحمد سعيد الحبوبي:

يا غزال الكرخ وا وجدي عليك               

كـاد سـري فيـك أن ينهتــكا

هذه الصهباء والكأس لديــك                   

وغرامـي في هـواك احــتنكا

فاسقني كأساً، وخذ كأساً إلـيك                 

فلذيــذ العـيش أن نشـــتركا

والحبوبي شاعر فقيه لم يذق الخمرة في حياته.

ومرة كنتُ في مهرجان الشعر في كولومبيا وكان قربي شاعر لم يتوقف عن تعاطي الحشيش حتى وهو يقرأ أمام الجمهور..

أنها عادات ورغبات شخصية. ما يعنينا من كل هذا هو النص.

 

 * الرواية العربية الحديثة متهمة دائماً بمحاكاة الغرب في طرق بنائها، كما أن الحداثة الشعرية أصبحت توجها عاماً لا يخص منطقة جغرافية معيّنة، فطريقة تفكير شعراء الشرق أصبحت نفسها طريقة تفكير شعراء الغرب، هل يمكن أن نقول أن عولمة الشعر بهذه الطريقة ضرورة ثقافية عالمية؟ أم ضرورة عربية للوصول إلى الغرب من خلال المهرجانات التي تضم  شعراء من مختلف دول العالم.

- هناك فرق هائل بين الثقافة الأصيلة وثقافة الاستنساخ، بين ثقافة التفاعل وثقافة الجمود، بين التابع والمتبوع.

وهذه الأخيرة هي نتيجة حتمية للتخلف والقمع والمصادرة، والتي ترسخ لدى بعض الشعوب أو الأشخاص الشعور القاتل بالدونية: ثقافياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً.

عوامل الإبداع ليس حكراً على شعب ما أو بلد ما. بل هي مثل الضوء والهواء الذين يصلان للجميع. لكن هناك من يستفيد منهما، يتفاعل وينمي طاقته وينتج ويبدع.. وهناك من يحجب أو يُحجب عن الضوء عن عينيه والهواء عن رئتيه، فيبقى حبيساً في قبوه لا ينمو ولا يتطور بل يضمر شيئاً فشيئاً.

وهذا الأمر ينطبق على الشعوب مثلما ينطبق على الأفراد مثلما ينطبق على الأفكار والآداب والفنون كلها: شعراً ورواية وقصة ومسرحاً وغناءً وفلسفة وعلوماً والخ والخ..

لا بأس من التأثر والتأثير، والتفاعل والحوار، اللذين هما محركان مهمان في تاريخ الحضارات البشرية والإبداع.. وهذا غير النسج والتبعية والمحاكاة.

 

الكتـابة تأتي دائماً متأخرة، تستغل كل المواجع والأحزان لتوجد، توهمنا أنها تنتحب وهي ترقص. وجدتُ قولاً، للكاتب الليبي محمد الأصفر (أنا لا أقول شيئاً في نصوصي)، هارباً به من التهم، ماذا تقول في نصوصك غير ما نقرأه؟

- أولاً في الشق الأول لسؤالك: "الكتـابة تأتي دائماً متأخرة". أقول: ليس للزمن مقياس واحد في العملية الإبداعية. هناك أعمال كتبت في زمن الحدث متماشية مع خطواته. خذ قصيدة "الكوليرا" لنازك الملائكة" هناك كتابات تنبأت بالحدث واستشرفت كنهه قبل وقوعه. خذ رواية "جورج أوريل "1984". وهناك أعمال كتبت بعد الحدث بزمن ليس بالقصير، خذ مثلاً رائعة تولستوي"الحرب والسلام" التي كتبها بعد أحداث الحرب المروعة بما يزيد على نصف قرن.

المسألة تتعلق بالمبدع وبالعمل المنتج قبل كل شيء.

أما انتحاب الكتابة أو رقصها فهو لا يعني شيئاً بقدر ما يعني صدق الإبداع والنفس والضمير والحس. وبقدر ما يعني فنية العمل وشكله ونبضه وايقاعه، بقدر ما يعني التصاقة بالهم الوطني والانساني.

 

* المبدع العربي يكتب نصّاً ليخفيه عن أعين الرقابة، لماذا يكتب أصلاً؟

- أسألك ولماذا يعيش أصلاً إذا لمْ يقرأ ويكتبُ ويحلمُ. مناخ الكتابة مثل الحياة قد تأتي سهلة ميسورة للبعض وقد تأتي شاقة متعثرة. لكنه يعيشها ويكافح نحو تحسينها.

والكاتب المبدع في ظل الظروف الشاقة والرقابات الصارمة تتفتق موهبته عن وسائل ومنافذ للكتابة والتواصل مع قارئه..

هنا يصبح الخطاب المستتر عملاً فنياً وملتجأً ضرورياً في ظل الرقابة الدكتاتورية لتجنب الألغام والأسوار الشائكة والمقصات. وقد انجب هذا الخطاب روائع من الإبداع عراقياً وعربيا وعالمياً.

 

* الشاعر أو الكاتب الذي يعلن رفضه و مقاومته لمشاريع الحاكم لماذا يستغرب اعتقاله؟ هل ينتظر ردّة فعل أخرى؟

- الشاعر مجبول على الحرية. والحرية شرط الإبداع. فلا كتابة بلا حرية. هذه الحرية تكون طبيعية في البلدان المتحضرة، بمعنى أنك تكتب وتشاكس وتنتقد دون أن تفكر بأي مشرط لرقيب أو حاكم.. هذا هو الأمر الطبيعي لعملية الكتابة وصيرورتها..

وعدا ذلك يصبح فعل الكتابة في الأنظمة البوليسية عملاً خطراً للغاية.. وقد شبهته في حوار سابق لي بأنه أشبه بالمشي في حقول الألغام.. ومن عاش تلك التجربة يعي تماماً تلك المكابدات الهائلة بين كل خطوة وخطوة أو بين كل سطر وسطر..

أنت تدرك حجم الخطورة المقبل عليها لكنك تواصل المشي، تواصل الكتابة حتى لتنسى وأنت في حمى العمل ما أمامك وما حولك من ألغام ومقصات. وهنا قد يستغرب الشاعر لو أوقفه أحدهم واستجوبه عما عناه.

وقد أوقفني أحدهم بداية التسعينات في العراق متسائلاَ: من هو الجنرال الذي أطلق كلابه على لحمنا!؟، مشيراً إلى قصيدتي "خرجت من الحرب سهواً":

".. على شفتي شجرٌ ذابل، والفرات الذي مر لم يروني. ورائي نباح الحروب العقيمة يطلقها الجنرال على لحمنا. فنراوغُ أسنانها والشظايا التي مشّطتْ شَعْرَ أطفالنا قبلَ أنْ يذهبوا للمدارسِ والوردِ. أركضُ، أركضُ، في غابةِ الموتِ، أجمعُ أحطابَ مَنْ رحلوا في خريفِ المعاركِ، مرتقباً مثل نجمٍ حزينٍ، وقد خلفوني وحيداً هنا، لاقماً طرفَ دشداشتي وأراوغُ موتي بين القنابلِ والشهداءِ..."

نعم، فوجئت بسؤاله القاتل، لكنني بلعتُ ارتباكي وأجبته بسرعة وحذر: وهل هناك غير شوارسكوف!.."

 

* يقول سارتر (الآخرون هم الجحيم)، ماذا تقول في الآخرين؟

- أقول ما قاله الشاعر رسول حمزاتوف: "ثروتي في هذا العالم هم أصدقائي"..

وأقول في قصيدة جديدة لي "إلى أصدقائي الشعراء":

".... يرحلُ الشعراءُ

ولا يرحلون

............

وقد......

يوغلون..

إلى آخر النجمِ

أو آخر الوهمِ

قد يحتسونَ النبيذَ المعتّقَ، صرفاً

وقد يحتسونكَ، صرفاً

وقد يشعلونَِ لكَ الشمعَ

أو يشحذونَ لكَ النصلَ

لكنهمْ..

سوف يبقون

منهلَكَ العذبَ

موئلَكَ الصعبَ

يبقون أخوتكَ الطيبينَ

وأعداءَك النبلاءْ"

 

* لماذا هذه الضجة حول عدنان الصائغ؟ هل هي مفتعلة؟

 - اسأل القائمين عليها فهم أدرى بها وبدوافعها منك ومني ومن القاريء..

هل هي مفتعلة؟ هل هي مؤقتة؟ أتمنى أن تكون كذلك.

هل سيتعبون من ضجيجهم؟ ربما...

"كمْ أضاعوا من وقتٍ وورقٍ وأرصفةٍ

أولئك الذين شتموني في المهرجاناتِ

والمراحيضِ

والصحفِ

أولئك الذين لاحقوني بتقاريرهم السريةِ

من حانةٍ إلى قصيدةٍ

ومن وطنٍ إلى منفى

أولئك

كمْ أرثي لهم الآن

حياتَهم الخاويةَ

حدَّ أنهم لمْ يتركوا منها شيئاً

سواي"

* يشتك كثير من العرب الغرب في الوقت الذي لا يحلو لهم ممارسة الحرية سوى في عواصمها. أليس هذا تناقضاً غريباً؟

- هذا يعكس بالضبط الشيزوفرينيا العربية التي "ننعم" بها في هذا الجانب وفي غيرها من جوانب المعرفة والحياة والدين والعلم والأخلاق.. والتي صارت – للأسف – سمة لنا بامتياز.

"ونشرب إنْ وردنا الماء صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا"

وفي كتابي "القراءة والتوماهوك" الذي سيصدر قريبا تناولت الكثير من هذه الظواهر.

يذمون الغرب (نعم، وهو ليس كله حسنات) لكن لا يستخدمون أدواتهم الحياتية و المنزلية والمعرفية إلا من منتجاته. ولا يحلو لهم النزهة والتسوق والسفر إلاّ إلى ربوعه.

لم أسمع لحد اليوم أن مواطناً أوربيا طلب اللجوء السياسي أو الإنساني إلى دولة عربية. ويكاد لا يمر يوم إلاّ ويتسلل لاجيء عربي طالباً اللجوء إليه هرباً من هذا البلد العربي أو ذاك.

 

* ماذا عن المسافة بين المشهد الشعري العربي و بين نظيره الغربي؟ لازالت على حالها؟

- الابداع كما ذكرتُ خارطته انسانية، بمعنى أن لا حدود له ولا جنسية أو قومية أو دين أو لغة معينة.

والشعر بالتأكيد يقع في هذا المضمار.

وقد تبتعد، أو تقترب المسافة بين المشهدين الشعريين: العربي والغربي، تبعاً للمنتج الإبداعي وتأثيره ومضامينه وأشكاله وطريقة الإيصال إلى القاريء الآخر، أي الترجمة والنشر.

 

 

 

* يرى بورخيس أن هناك أكثر من موت، لذلك يقول: (إن هناك شيئاً أو عدداً لا نهائياً من الأشياء تموت في كل موت)، موت في أوطاننا و موت في المنافي و موت في الفقد، ما الشيء الذي مات في المنفى؟

- أنقل لك السطرين الأخيرين من قصيدتي "يوليسيس":

"أيهذا الغريبُ الذي لمْ يجدْ لحظةً مبهجهْ

كيف تغدو المنافي سجوناً بلا أسيجةْ"

وربما لا أجد جواباً لدي الآن في هذه الساعة أوفى مما قالته بعض سطور قصيدتي "لوليو":

"أسرّحُ طرفي

السماءُ التي أثلجتْ

لوّحتْ لي، وغامتْ وراءَ الصنوبرِ

مالي وهذا الصنوبرُ مُدّثرٌ بالعصافيرِ والقبلاتِ السريعةِ

مالي وتلك البناتُ يدخّن أسرارَهن وراءَ النوافذِ

مالي وهذي البلادُ التي لمْ يعكرْ فضاءاتها مدفعٌ منذ قرنين

مالي

وهذي السماءُ التي أثلجتْ

أو ستصحو …

………..

مالي

ولا أرض لي

غير هذي الخطى

لكأنَّ الحنين يقصّرها أو يسارعها

وأنا أتشاغلُ بالواجهاتِ المضيئةِ

عما يشاغلني"

....................

..........

"ليس لي غير هذي الثلوج تظلّلُ نافذتي والشجرْ

كلما سألتني الفتاةُ اللصيقةُ عن وجهتي

اشتبكَ الغيمُ فوق مدامعنا وأنهمرْ"

* من يمسح الدمعة عن خدّ العراق ومتى؟

- "لي بظلِّ النخيلِ بلادٌ مسوّرةٌ بالبنادق

كيف الوصولُ إليها

وقد بعد الدربُ ما بيننا والعتابْ

وكيف أرى الصحبَ

مَنْ غُيّبوا في الزنازين

أو كرّشوا في الموازين

أو سُلّموا للترابْ

انها محنةٌ - بعد عشرين -

أنْ تبصرَ الجسرَ غيرَ الذي قد عبرتَ

السماواتِ غيرَ السماواتِ

والناسَ مسكونةً بالغيابْ"

...............

.......

" خسرنا البلادَ

خسرنا الأغاني

ورحنا نجوبُ المنافي البعيدةَ

نستجديَ العابرين

ولي، في الرصافةِ

نخلٌ وأهلٌ

ولكنهم ضيّعوا

- في الهتافاتِ –

صوتَ المغني

[ وعبود......

يرنو لسوطِ المحقّقِ،..

وهو يلملمُ أقوالَهُ الذابلةْ ]

..........

........

فمن أين يطلع فجر العراق

وحرسنا كل يوم يعلون أسوارنا؟"


 عدنان الصائغ للوكالة : لم يتركوا تهمة إلا وألصقوها وراء ظهري
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©