التوبة إلى الله " فضل التوبة إلى الله " العدد 4
آخر
الصفحة
مالي سواك
  • المشاركات: 2028
    نقاط التميز: 1582
عضو أساسي
مالي سواك
عضو أساسي
المشاركات: 2028
نقاط التميز: 1582
معدل المشاركات يوميا: 0.6
الأيام منذ الإنضمام: 3597
  • 13:09 - 2015/05/19

 

إِنَّ الْحَـــــــمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْــتَنْصِرُه

وَنَــــعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُــــرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْسَيِّئَــــاتِأَعْمَالِنَا

مَنْ يَـــهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِــــلَّ لَهُ، وَ مَنْيُـضْلِلْ فَلَا هَــــادِىَلَه

وَأَشْــــــــــهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْــــــدَهُ لَا شَــــــرِيكَلَه

وَأَشْـــهَدُ أَنَّ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّ الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاًكَثِيرَا

أَمَّـــابَعْــــد:


 فهرس الموضوع
ـــــ
ـــــ
" فضل التوبة إلى الله "

أمر الله – سبحانه – بالتوبة فقال : "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [النور: 31] .

ووعد بالقبول عليها، فقال : " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ " [الشورى: 25] .

وفتح لعباده أبواب الرجاء في عفوه ومغفرته، وأمرهم أن يلجؤوا إلى ساحات كرمه وجوده، طالبين تكفير السيئات وستر العورات

وقبول توبتهم، لا يطردهم من رحمة الله طارد، ولا يوصد بينهم وبين الله باب .

قال تعالى : "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"

[الزمر: 53] .

فمن تاب واستغفر تاب الله عليه؛ قال – تعالى -:

"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ" [آل عمران: 153] .

وقد أثنى الله على عباده المتقين المداومين على الاستغفار، فقال – تعالى -:

 "الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *

 الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ" [آل عمران: 16، 17] .

والتائب من ذنبه محل رعاية الله وأهلٌ لحفظه ورحمته، يغدق عليه من بركاته، ويمتعه بسعة الرزق ورغد العيش في الدنيا

وينعم عليه بالثواب العظيم والنعيم المقيم في الآخرة؛ قال تعالى في ثواب التائبين إليه:

" أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ " [آل عمران: 136] .

ثم إن الاستغفار مع الإقلاع عن الذنوب سبب للخصب والنماء، وكثرة النسل وزيادة العزة والمنعة؛ قال تعالى :

 "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا

* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا"[نوح: 10- 12].

ففي الإيمان رحمةٌ بالعباد، وفي الاستغفار بركات الدين والدنيا

وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا

ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب»

(سنن ابن ماجه» ج2/1254، رقم (3819)

وباب التوبة مفتوح على مصراعيه تنسم منه نسمات الرحمة واللطف والنعم؛ قال تعالى :

 " إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا

* جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا " [مريم: 60، 61] .

فالتوبة التي تنشئ الإيمان والعمل الصالح، فتحقق مدلولها الإيجابي الواضح ..

تُنجي من ذلك المصير فلا يلقى أصحابها ]غيًا[، إنما يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئًا .

فما أعظم بركات الاستغفار والإنابة إلى الله، بهما تُستنزل الرحمات، وتبارك الأرزاق

وتكثر الخيرات، ويعطي الله الأموال والبنين، ويغفر الذنب، ويمنح القوة والسداد والرشاد .

والله عفو غفور تواب، يقبل التوب ويغفر الذنب، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

فضلاً منه – سبحانه – وإحسانًا؛ فينبغي للعاقل أن يشتغل بطاعة ربه ولا يغفل طرفة عين عن مراقبته والخوف منه

وأن يستحضر عظمة الله دائمًا، ويخشاه في السر والعلانية؛ فعلمه محيط وغضبه شديد، يملأ قلوب الخائفين من غضبه أمنًا

ويعوض النادمين الآسفين على ما كان منهم بمحو السيئات وغفران الذنوب وقبول التوبة ورفع الدرجات .

اللهم يا مَنْ يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين، هب لنا من لدنك توبة صادقة

وإنابة كاملة، لا يشوبها تردد ولا يعتريها نقص أو تسويف .

ـــــ 
العدد السابق
ـــــ
إلى لقاء آخر ان شاء الله
" وجوب التوبة على الفور "
دمتم في رعاية الله و حفظه
المصدر الكلم الطيب

 

 

 التوبة إلى الله " فضل التوبة إلى الله " العدد 4
بداية
الصفحة