|
مجدي كامل |
حوار ـ محمد شكر: مجدي كامل نجم لم يتسلق درجات السلم نحو القمة ولكنه تسلق صخورا وجبالا وعرة وقبل ان يصعد الي القمة ويحصل علي ما يستحقه من تقدير صعد علي كتفيه الكثير من الممثلين وسبقوه الي النجومية ولكن الفترة السابقة التي قدم فيها مجموعة من الادوار والاعمال المتميزة والتي كانت تميمة الحظ التي فتحت امامه الطريق نحو تحقيق الذات. جعلت الاضواء تتركز عليه وهو ما دفعه للاعتناء بشخصياته وادواره التي تنوعت بين السينما والتليفزيون وقد قدم مجدي كامل مؤخرا فيلم »مهمة صعبة« الذي كتبه حمدي يوسف واخرجه ايهاب راضي والذي حدثنا عنه وعن تجاربه القادمة في هذا الحوار.
* ما الجديد الذي نطرحه من خلال فيلم »مهمة صعبة«؟
ـ فيلم مهمة صهبة من الافلام الهامة التي تتبي قضايا المجتمع وتعبر عنها فالفيلم يتعرض لقضية المبيدات المسرطنة التي سغلت الرأي العام لفترة طويلة وما زلنا نعاني من آثارها حتي الآن والقصة مأخوذة عن قضية حقيقية متداولة في محاكم الاسكندرية وقد تأثرنا بما فعله هؤلاء القتلة الذين أمرضوا الشعب بمبيدات مسرطنة فقد شهدت السنوات الاخيرة تلف محاصيل الموز والخوخ وغيرها من اصناف الفاكهة التي فقدت مزاياها فثمرة الخوخ تحولت الي قشرة ممتلئة بالمياه الملوثة كما ظهر العام الماضي نوع من »الكانتلوب« اذا ما اكله احد اصيب بحساسية في وجهه وغيرها من الامثلة التي تدل علي خطورة الامر وضرورة مواجهته وقد قدمنا في فيلم »مهمة صعبة« القصة الحقيقية من خلال مجموعة من الشرفاء الذين يشعرون بالبعد القومي للقضية ويواجهون تجار السموم بعد ان يفيقوا من الغيبوبة التي فرضتها عليهم البطالة وهموم المجتمع والتي دفعت بهم الي طريق الشر والبلطجة، فالعمل يقدم العديد من القضايا التي تمس الواقع المصري.
* وماذا عن دورك في الفيلم؟
ـ اجسد شخصية »شوقي« وهو شخص بلا هوية او جذور وتكاد ان تكون الخلفية التاريخية لشخصيته غير موجودة او منعدمة وهذا ما يجعله كالنبت الشيطاني الذي لا يفكر الا في ان يعيش حياته ويبحث عن المال حتي لو كان الحصول عليه عن طريق البلطجة والعنف بسبب البطالة التي يعاني منها وغيره من الشباب في المجتمع المصري ورغم انه بهذه القسوة وهذا العنف الا انه يمتلك شهامة يفدي بها صاحبه حتي ان الموت لا يخيفه فهو ليس شريرا كما يبدو والدليل علي ذلك هو انضمامه الي صديقه في حربه ضد تجار المبيدات المسرطنة فقد تيقظت بداخله النزعة الوطنية وقرر ان عليه ان يقدم شيئا لمصر، فالشخصية معقدة وحقيقية الي حد كبير فأنا أؤمن بان الانسان يحمل الخير بداخله كما يحمل الشر والمسألة نسبية فلا يوجد شخص شرير مطلقا او خير علي الدوام.
* هل تعمدت تقديم شخصية الشرير بعد نجاحك في هذا الدور في اعمال سابقة؟
ـ لم اتعمد ذلك كما انني لم اقدم شخصية الشرير مؤخرا باستثناء دوري في فيلم »مهمة صعبة« وفيلم »حبك نار« الذي يعتبر شريرا من وجهه نظر الآخريين ولكن من وجهة نظره هو فيعتمد ان كل ما يطالب به هو حقه الذي يحصل عليه او يحاول الحصول عليه بالعنف والرصاص فهو ايضا لا يمثل الشر في صورته المطلقة، اما عن باقي ادواري في الفترة الاخيرة فلم اقدم فيها دورا شريرا ففي فيلم »الحياة منتهي اللذة« قدمت شخصية دكتور في الفلسفة وفي فيلم »عن العشق والهوي« قدمت دور المحب الذي يلجأ الي الادمان لتخطي صدمته العاطفية، كذلك افلام »بوحة« و »التجربة الدنماركية« و »ظرف طارق« فكلها كانت بعيدة عن الشر.
* هل تري أن مستوي أفلام الأكشن ارتفع أم مازالت هذه النوعية غير قادرة علي المنافسة؟
ـ أعتقد أن تقنيات الأكشن في مصر اختلفت الي حد كبير فقد اقتربنا من شكل افلام الأكشن الأمريكية فأصبحت السيارات تطير في الهواء والانفجارات تنفذ بشكل أثر احترافا وهذا يرجع الي الانتاج الذي أصبح أقوي من ذي قبل، واختلفت المعدات المستخدمة وتقنيات العمل السينمائي التي حققت نوعا من الإبهار للمتفرج فنحن نقترب كثيرا من التقنيات الأمريكية، ففي »مهمة صعبة« قدمنا جرعة كبيرة من الأكشن تكلفت مبالغ طائلة ففي مشهد اقتحام معرض السيارات تحطم الزجاج الذي اتلف إحدي السيارات التي تكلف إصلاحها فقط مبلغا وصل الي 70 ألف جنيه وهذا دليل علي قوة الإنتاج الذي أصبح لا يتواني عن انفاق مبلغ نصف مليون جنيه لتصوير مشهد واحد ضمن أحداث الفيلم وهذا الاتجاه لصالح الصناعة كما انه يدفع الممثل للعمل علي تحسين أدائه وقدراته البدنية بجانب قدراته التمثيلية.
* هل تعرضت لهجوم النقاد مؤخرا أم كانت الانطباعات جيدة تجاه أدائك؟
ـ أعتقد أن هناك نوعية من النقاد يمكنها أن تنهي مستقبل ممثل بمجرد جرة قلم فهناك العديد منهم لا يقومون إلا بشتم الممثل أو الممثلة دون تقديم أي نقد موضوعي للعمل وهناك أحد هؤلاء النقاد الذي يشتم طوال الوقت قال في نقده لفيلم »العشق والهوي« انني لم أقدم جديدا رغم اختلاف الدور ورغم انه لم يقدم اي تبرير لهذه المقولة المطلقة أو حتي يقوم بتحليل عناصر العمل الفني ليقوم بواجبه كناقد كذلك تعرضت للتجاهل من النقاد المصريين الذين لم يلتفتوا لدوري في مسلسل »العندليب« وأدائي لشخصية الرئيس جمال عبدالناصر رغم إشادة العديد من النقاد العرب بدوري وعندما قلت ان بعض النقاد يقدمون نقدا انطباعيا اتهموني بأنني أهاجم النقاد رغم أنني أقر واقعا ولا أسوق اتهامات غير مبررة فأنا مؤمن أن أي عمل لا يخلو من سلبيات ولكن علينا تحليل العمل بموضوعية ليستفيد المخطئ ويكافأ المصيب. |