الرد على شبهة لماذا تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم عائشة وهي طفلة
آخر
الصفحة
معتز11

  • المشاركات: 10754
    نقاط التميز: 7596
مشرف سابق
معتز11

مشرف سابق
المشاركات: 10754
نقاط التميز: 7596
معدل المشاركات يوميا: 1.9
الأيام منذ الإنضمام: 5710
  • 23:47 - 2012/10/17
 

 

 

 

  

     ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله

من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له

ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا

عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم

بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد ... 

 

 

 

الرد على شبهة لماذا تزوج النبي  عائشة وهي طفلة 

 


الجزء الأول _هل الهدف هو تقبيح صورة زواج الصغيرات أم تشوية صورة النبي محمد ؟




يندهش أغلب الغربيين من زواج نبي الإسلام من عائشة ذات التسع سنوات بينما تجاوز هو سن الخمسين .

ويصف كثير من الغربيين هذا الزواج بالاغتصاب وكثير من الاستنكار، بل يتعمد كثير منهم تصوير نبي الإسلام بصورة الرجل المكبوت جنسيا والمعتدي على الصغيرات ويعتبرون أن هذه هي الصورة الحقيقة للإسلام والمسلمين .

وقد تجاهل هؤلاء رواج مثل ذلك الزواج وكونه أمرا طبيعيا في تلك الحقبة الزمنية و لا يستوجب النقد .

والظاهر أن هؤلاء النقاد لم يهتموا بنقد ظاهرة الزواج المبكر لفتيات في التاسعة برجال تجاوزوا الخمسين بقدر اهتمامهم وحرصهم على نقد نبي الإسلام والتحريض ضده وتشويه صورته، مما يقلل من مصداقيتهم ويكشف الغطاء عن تظاهرهم بالإنسانية والدفاع عن " حقوق المرأة ". ولو كان قصد هؤلاء النقاد استنكار مثل هذا الزواج لتحدثوا عنه كظاهرة عامة حدثت قبل ظهور الإسلام واستمرت بعده ولما ركزوا على فرد واحد وصوروه كأنه هو مخترع هذا الزواج وأول من قام به أو الوحيد الذي قام به .

 فمحمد صلى الله عليه وسلم ولد في مجتمع تعود على مثل هذا الزواج وتزوج كما تزوج غيره من أبناء مجتمعه، بل إن غير المؤمنين برسالته والذين طالما حاربوه وحاولوا قتله لم يستعملوا زواجه بعائشة من أجل تشويه صورته والتحريض ضده، لأن ذلك كان أمرا عاديا في ذلك الزمن ولأنهم هم أنفسهم كانوا يتزوجون بفتيات في سن مبكرة .






الجزء الثاني_ إذا كان هذا الزواج غريباً، فلماذا لم يتخذه كفار قريش ذريعة ضد محمد ؟



تبارت الأقلام ، وتفنن هؤلاء في الحديث عن هذه الزيجة ، وتناسوا الحالات المماثلة في عهد محمد ! !
 فلماذا لا يقوم نقاد زواج النبي محمد بعائشة لا يقومون بنقد غير المؤمنين بالإسلام والذين حاربوا محمدا وسعوا إلى قتله بما أن هؤلاء أيضا تزوجوا بفتيات في سن مبكرة بل وسبقوا نبي الإسلام إلى ذلك؟ فإذا كان قصد هؤلاء النقاد والمحرضين نقد هذه العلاقة بين رجل كهل وطفلة صغيرة، فقد كان من الواجب عليهم أيضا الحديث عن الحالات التي عرفت في عهد محمد عليه الصلاة والسلام.





الجزء الرابع_أوروبا أيضًا تسمح بزواج الفتيات صغيرات السن !


وعلى
كل حال فإن الزواج في سن مبكرة كان موجودا في أوروبا نفسها ولا يوجد دليل
أفضل على ذلك من زواج الملوك والحكام في القرن الثاني عشر في سن صغيرة من
أجل إنشاء تحالفات تضمن استمرار السلام، وهكذا كانت الإمبراطورة الطفلة
"أنياس" في فرنسا زوجة لاثنين من الأباطرة البيزنطيين: الإمبراطور ألكسيوس
كمننوس الثاني والإمبراطور أندرونيكوس كمننوس الأول على التوالي.



وحسب "ويليام صور" (william of tyre) فإن أنياس كانت في الثامنة من عمرها عند وصولها إلى القسطنطينية في حين أن ألكسيوس كان قد بلغ ثلاثة عشرة عاما[2]. وبالإضافة إلى هذا فإن زوجة ألكسيوس كمننوس الأول كانت ابنة اثنتي عشر ربيعا عند زواجها وأصبحت إمبراطورة قبل أن تبلغ الخامسة عشر، وأما أميرة بيزنطا "ثيودورا" زوجة مانويل فقد كانت في الثالثة عشر من عمرها عندما تزوجت بأمير القدس "بلدوين الثالث" وتزوجت"مارغريت ماريا هنجاريا"من "إيزاك أنجلوس الثاني" في عمر التاسعة.



لم يكن عمر أنياس في ذلك العصر أمرا غير مألوف خاصة أنه كان من المتعارف عليه آنذاك أن يجتمع العريسان الجدد في القسطنطينية في بيت الشريك ذي المكانة الاجتماعية العالية[3]. ومع ذلك فقبل أن يكمل ألكسيوس عامه الثالث كإمبراطور، نصب ابن عم أبيه أندرونيكوس نفسه إمبراطورا مشاركا (ولد سنة 1118 أي أنه كان في الخامسة والستين من العمر) وانتزع منصب ألكسيوس بالقوة ثم تزوج "آنياس" رغم الخمسين سنة التي كانت تفصل بينهما[4].



وهذا يُظهر بوضوح أن زواج الفتيات في سن مبكرة برجال تجاوزوا الستين من العمر كانت عادة سائدة في أوروبا بين الطبقات الحاكمة نفسها فما بالك بعامة الشعب؟ لا شك إذن أنها كانت سائدة لدى عموم الناس في أوروبا نفسها وذلك بعد أكثر من خمسة قرون من زواج النبي محمد بعائشة.





الجزء الخامس_سن التوافق الجنسي في كثير من بلاد العالم!




وبعيدا
عن عادات أوروبا القرون الوسطى وبالعودة إلى الزمن المعاصر أي بعد 14 قرنا
من زواج نبي الإسلام بعائشة سنجد أن سن التوافق الجنسي لا يزال منخفضا في
مناطق عديدة . لقد أوردت منظمة أفورت avert وهي منظمة خيرية عالمية تهتم بمرض متلازمة فيروس نقص المناعة البشرية hiv/aids
ومقرها المملكة المتحدة والتي تعمل من أجل تجنب هذا المرض عبر كافة أنحاء
العالم، أوردت في جدول مفصل على موقعها الالكتروني يتعلق بسن التوافق
الجنسي عبر العالم[5]، وهو السن القانوني للسماح بممارسة الجنس في دول
العالم، أي السن الذي تعتبره الدول والحكومات مقبولا من اجل القيام
بالعلاقة الجنسية. وتقول ‘أفورت’
أنه يمكن لليابانيين أن يمارسوا الجنس ممارس قانونية في سن الثالثة عشر
وفي الأرجنتين يسمح بممارسة الجنس في سن الثالثة عشر، وأما في كندا وحتى
سنة 1890 كانت السن المسموح بها هي الثانية عشرة[6]، والشيء نفسه في
المكسيك، فالسن المسموح بها لممارسة الجنس هي الثانية عشر ، وفي بنما
والفلبين يمكن للأشخاص ممارسة الجنس في سن الثانية عشر وفي إسبانيا[7]
وقبرص[8] وكوريا الجنوبية في سن الثالثة عشر، وأما في بوليفيا فإن سن
التوافق الجنسي محددة بسن البلوغ[9].







* إذا كان هذا هو الحال في القرن الحادي والعشرين ، فلماذا لا يقبلونه ؟



يحدث
كل هذا وفقا للقانون بعد أربعة عشر قرنا من زواج النبي محمد صلى الله عليه
وسلم بعائشة ! يمكننا كذلك ملاحظة أن هذه البلدان المختلفة تختلف باختلاف
المناطق والخلفيات الثقافية وتسمح بممارسة الجنس في سن مبكرة، إذا فلماذا
يرفض بعض الأشخاص احترام خيار أمة عاشت قبل 14 قرنا؟ إنه ليس من الممكن ولا
من الواقعي إجبار أمم أخرى على إتباع الفكر الغربي أو الأمريكي فيما يتعلق
بما هو مقبول أو مرفوض! وخاصة قبل 14 قرنا، وحسب الجدول نفسه على الموقع
الالكتروني لمنظمة ‘أفورت’، فإن السن القانونية للتوافق الجنسي يختلف من ولاية إلى
أخرى داخل أمريكا نفسها، فالسن المسموح بها في ولاية إيوا وميسوري
وكارولاينا الجنوبية هو الرابعة عشر وأما في ولاية أريزونا وكاليفورنيا
وداكوتا الشمالية وأوريغون وتينيسي وويسكنسون فالسن المسموح به لا يقل عن الثامنة عشر.



وهذا يعني أنه من غير المعقول ولا المنطقي أن يتم نقد الأمم الأخرى بسبب اختلافها مع الغرب أو مع أمريكا في سن السماح بالزواج، ففي أمريكا نفسها تختلف الولايات الأمريكية في تحديد هذه السن، وبالتالي فإنه من السخيف وغير المنطقي نقد زواج في سن مبكر حصل قبل 14 قرنا من يومنا هذا. تجدر الإشارة هنا أنه في الغرب نفسه تحركت جهات عدة من أجل معارضة رفع ( سن التوافق الجنسي ) the age of consent، ففي كندا مثلا تعمل هذه الجهات على مراسلة أعضاء البرلمان عن طريق الانترنت ومطالبتهم برفض هذا المشروع منبهين من آثاره الخطيرة [10] وجاء في إحدى هذه الرسائل :



"إلى عضو البرلمان العزيز،

إنني أكتب لكم لأعبر عن موقفي تجاه السن المتزايدة للتوافق الجنسي والذي تزايد في كندا من سن الرابعة عشر إلى سن السادسة عشر...إن سن التوافق الجنسي المتزايدة هي انتقال تراجعي وخطير ويمكن له أن يعرض الشباب إلى خطر ممارسة رغباتهم بعيدا عن الأنظار." .



وبالعودة إلى تاريخ السن القانونية التي تؤهل الفتاة لقبول أو رفض العلاقة الجنسية أو الزواج في أمريكا والغرب، سنكتشف أن الأعمار من عشرة إلى ثلاثة عشر سنة كانت مثالية ومقبولة في منتصف القرن التاسع عشر [11].

 

فضلا
عن كل هذا على الأمريكيين أن يعلموا أن السن القانونية لممارسة الجنس كانت
في حدود سن العاشرة في بريطانيا و أمريكا نفسها قبل سنة 1885، أي سنة واحدة اكبر من سن عائشة عندما تزوجت النبي محمد قبل 13 قرنا من ذلك التاريخ. وقد كتب ستيفن روبرتسون عن ذلك: "في سنة 1885 وبعد الفضيحة التي حدثت عقب صدور كتاب the maiden tribute of modern babylon حيث
كشف الكاتب الانجليزي ستيد الاتجار بالفتيات الصغيرات في لندن، أصبحت هذه
الحملات جزء من الحرب التي تم شنها ضد ظاهرة الدعارة في الولايات المتحدة.
حثت هذه الفضيحة البرلمان البريطاني على رفع التوافق الجنسي من سن العاشرة
إلى سن السادسة عشر وهو انتقال لفت انتباه المصلحين الأمريكيين إلى وضعية
القانون في بلدهم"[12].



وينبغي على الغربيين والأمريكيين أن يتعرفوا على حملة اتحاد النساء المسيحيات لمكافحة الكحول (wctu) 1885-1990 من أجل أن ترفع الولايات الأمريكية من سن التوافق الجنسي. وحتى ذلك الوقت وفي معظم الولايات الأمريكية وعقب القانون العام تم تحديد السن بعشر سنوات، في حين أنه كان سبع سنوات فقط في ولاية ديلاوير[13].







لقد كان سن التوافق الجنسي في إحدى الولايات الأمريكية سبع سنوات وهذا منذ ما يقارب 120
سنة فقط من وقتنا هذا ! وهذا ما لا يعرفه الغربيون ولهذا فإن العديد منهم
يلومون الإسلام والمسلمين وينتقدونهم بسبب زواج النبي بعائشة وهي في سن
التاسعة قبل 1400 سنة.



وعلى كل حال حدثت في زمننا المعاصر وفي بداية القرن الواحد والعشرين زيجات مبكرة في أوروبا نفسها، ففي رومانيا مثلا، حيث السن القانونية للزواج هي 16 سنة، تزوجت الطفلة أميرة 'روما غيسبي' (the roma gypsy princess) آنّا ماريا (ana maria ) ذات الإثني عشر؟ ربيعا بالطفل بيريتا ميهاي (birita mihai) ذو الخمس عشر سنة. وقد قال roma king florin cioaba والد العروس للصحفيين:


حقيقة فإن هذا اليوم هو يوم سعيد بالنسبة للبيت الملكي، أحد أسعد أيام
حياتي ...إنه من الأفضل أن يتزوج الأطفال في سن مبكرة ". وقال فاسيل
إيونسكو من مركز روما للسياسات العامة:" إن زواج الأميرة لم يكن بالقوة "
وأضاف : " إنها قرة عين الملك ولن يقوم بأي شيء ضد رغبتها. يجب أن نحافظ
على تقاليدنا من أجل الحفاظ على سلامة هويتنا وكذا من أجل البقاء. يعد أمرا
لا أخلاقيا وخطيرا أن نقوم بحضر العادات والتقاليد وليس لأحد الحق في فعل
ذلك"[14].


 الرد على شبهة لماذا تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم عائشة وهي طفلة
بداية
الصفحة