| اللغة و السيرة | قراءة لصيغة التفضيل في الأحاديث النبوية
آخر
الصفحة
رشيد العلوي الإدريسي

  • المشاركات: 52378
    نقاط التميز: 20529
مشرف سابق
رشيد العلوي الإدريسي

مشرف سابق
المشاركات: 52378
نقاط التميز: 20529
معدل المشاركات يوميا: 8.3
الأيام منذ الإنضمام: 6326
  • 18:38 - 2011/06/26

أهـلاً و سهـلاً بـرواد منتدى الحديث والسيرة النبوية

ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله

من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له

و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا

عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم

بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا

  أما بعد  ;

| اللغة و السيرة | قراءة لصيغة التفضيل في الأحاديث النبوية

الخوف : غم يلحق لتوقع مكروه ومن فوات نافع أو حصول ضار ، فأخوف هاهنا من خيف فهو مخوف لا من خاف.
أمَّا صيغة ( أفعل ) فتاتي على صيغة التفضيل وعلى صيغة المبالغة: وتدل على المبالغة في الصدق لأن الأصل فيه: أخوف مخوفاتي عليكم ، ومعناه أن الأشياء التى أخافها على أمتى أحقها بأن تخاف منه إذ ان ذلك باب وصف المعانى بما يوصف به الأعيان على سبيل المبالغة فضلا على دخول ( إنَّ ) على الكلام للتوكيد عوضاً عن تكرير الجملة وفي ذلك اختصار تامٌّ مع حصول الغرض من التوكيد . وهذا تبيان لشفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ونصحه لهم أولا ، وثانيا تبيانا للضرر من الأمور التي خاف منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على امته ان تقع فيها.
قال الطيبي أضاف أفعل إلى ما وهي نكرة موصوفة ليدل على أنه أذا استقصي الأشياء المخوف منها شيئا بعد شيء لم يوجد أخوف منها ([1])
وقال ابن حجر في فتح الباري : أن أفعل التفضيل شبيه بفعل التعجب ([2])
قال السندي أخوف اسم تفضيل المبني للمفعول . وأصله أخوف مخوفاتي عليكم ثم حذف المضاف إلى الياء فاتصل بها أخوف.
        عندما نقوم باستقراء للاحاديث التي بالغ فيها رسول الله او قالها بأفعل التفضيل بصيغة التعجب نورد ما تخوف منه رسول الله على امته جمعا من الأحاديث الواردة :
1.    الرياء ( الشرك الأصغر )
2.    عمل قوم لوط
3.    الشهوة الخفية ( كل المعاصي التي يخفيها ويضمرها ويصر عليها في الخفاء )
4.    الزنا
5.    إيمانا بالنجوم  
6.    تكذيبا بالقدر  
7.    حيف السلطان
8.    الأئمة المضلون
9.    اللبن ( إضاعة صلاة الجماعة )
10.       الخمر
11.       جدال المنافق عليم اللسان
12.       اللسان
13.       الدجال
14.       المجادلة بالقرآن
15.       زهرة الدنيا وزينتها
16.       ضلالة الأهواء  فتصد عن الحق
17.       اتباع الشهوات في البطن والفرج
18.       العجب     
19.       ونبذ القرآن وراء الظهر
20.       السعى على الجار بالسيف
21.       فتنة التكفير( رمي الجار بالشرك والكفر )
22.       النساء
23.       السلطان الكاذب
24.       الرجل استهوته الأحاديث كلما كذب كذبة وصلها بأطول منها
25.       الضلالة بعد المعرفة
26.       مضلات الفتن
27.       التحاسد والإقتتال من اجل المال  
28.       يفتح لهم القرآن فيقرأه البر والفاجر والمنافق فيجادلون به المؤمن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
29.       زلة العالم
30.       طول الأمل فيصد عن الآخرة
31.       الغنى
32.       التقصير في خشية الله
33.       تعجيل وتاخير الصلاة عن وقتها
 
 أحاديث في هذا الباب
1. عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ( [3])
 
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : يا نعايا العرب ! يا نعايا العرب ! ( ثلاثا ) ، إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء ، والشهوة الخفية .
 
3. عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا نعايا العرب يا نعايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الزنا والشهوة الخفية  ([4])
 
( والمعنى : يا نعايا العرب ! جئن فهذا وقتكن وزمانكن ؛ يريد أن العرب قد هلكت . والنعيان مصدر بمعنى النعي . وقيل : إنه جمع ناع ؛ كراع ورعيان . والمشهور في العربية أن العرب كانوا إذا مات منهم شريف أو قتل ؛ بعثوا راكبا إلى القبائل ينعاه إليهم ، يقول نعاء فلانا أو يا نعاء العرب ؛ أي هلك فلان ، أو هلكت العرب بموت فلان ([5])
 
والشهوة الخفية تحتمل من المعاني ما يلي :
1. فقد قال أَبو عبيد ذهب بها بعضُ الناس إِلى شَهْوةِ النِّساءِ وغيرِها من الشهَواتِ قال وعندي أَنه ليس بمخصوصٍ بشيءٍ واحد ولكنه في كل شيءٍ من المعاصي يُضْمِرُه صاحبه ويُصِرُّ عليه. فإِنما هو الإِصرارُ وإِنْ لم يَعْمَلْه
2. وقال آخرون هو أَن يَرى جاريةً حَسناءَ فيفُضَّ طرْفَه ثم ينظُرَ إِليها بقلبه كما كان ينظُر بعينِه
3. وقيل هو أَنْ ينظُر إِلى ذاتِ مَحْرَمٍ له حَسناءَ ويقول في نفسِه ليْتَها لم تَحْرُم عليَّ
4. ما لا يحِلُّ مما يَسْتَخْفي به الإِنسانُ إِذا فعَلَه أَخفاهُ وكَرِهَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه الناسُ
قال الأَزهري والقولُ ما قاله أَبو عبيد في الشهوةِ الخفِيَّة غير أَني أَستَحْسِنُ أَنْ أَنْصِبَ قوله والشَّهوةَ الخفِيَّةَ وأَجعل الواوَ بمعنى مَعْ كأَنه قال أَخْوفُ ما أَخافُ عليكمُ الرياءُ مع الشَّهوةِ الخفِيَّةِ للمعاصي فكأَنه يُرائي الناسَ بتَرْكِه المَعاصِيَ والشهوةُ لها في قلبِه مُخْفاةٌ وإِذا استَخْفَى بها عَمِلَها وقيل الرياءُ ما كان ظاهراً من العمل والشهوةُ الخفِيَّة حُبُّ اطِّلاعِ الناسِ على العملِ  ([6])
اذن : الشهوة الخفية هي التي تعمى عن دركها العقول النافدة .
قال الزمخشري : قيل هي كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه وقيل أن يرى جارية حسناء فيغض طرفه ثم ينظر بقلبه ويمثلها لنفسه فيفتتن بها اه . وقال الغزالي : يريد أن الإنسان إذا لم تقدر نفسه على ترك بعض الشهوات ويروم أن يخفي الشهوة ويأكل في الخفية ما لا يأكل في الجماعة ( والرياء شرك ) فإن من عمل لحظ نفسه أو ليراه الناس فيثنون عليه فقد أشرك مع الله غيره .
قال الغزالي : شهوة النفس أضر الأعداء وبلاؤها أصعب البلاء وعلاجها أعسر الأشياء وداؤها أعضل الداء فإنها عدو من داخل واللص إذا كان من داخل البيت عزت الحيلة في دفعه وهي عدو محبوب والإنسان أعمى من عيب محبوبه وإذا نظرت وجدت أصل كل فتنة وفضيحة وخزي وهلاك وآفة وما وقع في خلق الله من أول الخلق إلى يوم القيامة من قبل النفس .
 
وروى ابن لهيعة عن زيد بن أبي حبيب قال سئل  رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشهوة الخفية فقال :
هو الرجل يتعلم العلم يحب أن يجلس إليه.
أما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها
([7]
 
4. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر . قالوا : وما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء ؛ يقول الله عز وجل لأصحاب ذلك يوم القيامة إذا جازى الناس : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ؛ فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ؟! ([8])
 
الرياء : لخفائه وقوة الداعي إليه وعسر التخلص منه لما لا يزينه الشيطان والنفس الأمارة في قلب صاحبه
إن الشرك الأصغر أكبر الكبائر وأنه لم يعذر بالجهالة وفيه الإنكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك
قال ابن القيم : وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء والتصنع للخلق والحلف بغير الله وقول الرجل للرجل ماشاء الله وشئت وهذا من الله ومنك وأنا بالله وبك وما لي إلا الله وأنت وأنا متوكل على الله وعليك ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شرك أكبر بحسب حال قائله ومقصده.
وقال ابن مسعود : لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقا
ومن المعلوم أن الحلف بالله كاذبا كبيرة من الكبائر لكن الشرك أكبر من الكبائر وإن كان أصغر كما تقدم بيان ذلك فإذا كان هذا حال الشرك الأصغر فكيف بالشرك الأكبر الموجب للخلود في النار ؟ كدعوة غير الله والاستغاثة به والرغبة إليه وإنزال حوائجه به كما هو حال الأكثر من هذه الأمة في هذه الأزمان وما قبلها : من تعظيم القبور واتخاذهها أوثانا والبناء عليها واتخاذها مساجد وبناء المشاهد باسم الميت لعبادة من بنيت باسمه وتعظيمه والإقبال عليه بالقلوب والأقوال والأعمال وقد عظمت البلوى بهذا الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله وتركوا ما دل عليه القرآن العظيم من النهي عن هذا الشرك وما يوصل إليه.
لشرك الأصغر وهو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج من الملة مثل الحلف بغير الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك فالحالف بغير الله الذي لا يعتقد أن لغير الله تعالى من العظمة ما يماثل عظمة الله فهو مشرك شركا أصغر سواء كان هذا المحلوف به معظما من البشر أم غير معظم فلا يجوز الحلق بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا برئيس ولا وزير ولا يجوز الحلف بالكعبة ولا بجبريل وميكائيل لأن هذا شرك لكنه شرك أصغر لا يخرج من الملة ومن أنواع.
 
5. ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح الدجال قالوا بلى قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل  [9]
 
 فإذا كان مجرد الرياء الذي هو فعل الطاعة لله عز وجل مع محبة أن يطلع عليها غيره أو يثني عليه بها أو يستحسنها شركا فكيف بما هو محض الشرك.
 
 
6. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثا : إيمانا بالنجوم ، وتكذيبا بالقدر ، وحيف السلطان ([10])
 
 7. أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون ([11])
 
8. عن علي قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فذكرنا الدجال فاستيقظ محمرا وجهه فقال : غير الدجال أخوف عندي عليكم من الدجال أئمة مضلون ([12])
 
وأخبرنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب عن رجل أن أعرابيا أتى النبي يا رسول الله أكلتنا الضبع فقال رسول الله
( غير الضبع عندي أخوف عليكم من الضبع إن الدنيا ستصب عليكم صبا فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب ) ( [13])
 
9. حدثنا بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى بن سعيد التجيبي عن أبي فبيل عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 لأنا أخوف على أمتي في اللبن أخوف مني عليهم في الخمر قالوا وكيف يا رسول الله قال يحبون اللبن فيتباعدون من الجماعات ويضيعونها ([14])
  
10. أن أخوف ما أخاف على امتى الكتاب واللبن فأما اللبن فينتجع أقوام لحبه ويتركون الجمعة والجماعات وأما الكتاب فيصح للأقوم فجادلون به الذين آمنوا ([15])
  
11. ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه فيء طائفة النخل فقال غير الدجال أخوف لي عليكم أن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجة دونكم وأن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ([16])
 
قال رسول الله : لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال إنها ليست من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تتضع لفتنة الدجال فمن نجا من فتنة ما قبلها نجا منها وإنه لا يضر مسلما مكتوب بين عينيه : كافر مهجاة ك ف ر ) ([17])
لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها وما صنعت فتنة - منذ كانت الدنيا - صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال  ([18])
 12. عن حذيفة قال ذكر الدجال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله  : لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال ( [19])
 
13. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وكثرتها ( [20])
 
إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا قالوا : وما زهرة الدنيا يا رسول الله ؟ قال بركات الأرض ( [21]) 
 
وقال رسول الله : أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا قالوا وما زهرة الدنيا ؟ يا رسول الله قال بركات الأرض قالوا يا رسول الله وهل يأتي الخير بالشر ؟ قال لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير إن كل ما أنبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها تأكل حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس ثم اجترت وبالت وثلطت ثم عادت فأكلت إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ( [22])
 عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وهو على المنبر إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله من نبات الأرض أو زهرة الدنيا ([23])
 
وقال صلى الله عليه وسلم :  فوالله ما الفقر اخشى عليكم وانما اخشى عليكم ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكنهم
والمعنى واضح جلي :
أَي حُسْنها وبَهْجَتِهَا وكَثْرِة خَيْرها . والزُّهْرَة بالضَّمّ : البَياضُ : عن يَعْقُوب . وزَاد غَيْرهُ : النَّيِّرُ وهو أحْسَنُ الألوانِ .
 ونَقَل السُّهَيْليّ في الرَّوْضِ عن أبي حَنيَفَة : الزُّهْرَة : الإشْراقُ في أَي لَوْنٍ كان  ([24])
 إن أخوف ما أتخوف على أمتي الإشراك بالله أما إني لست أقول يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية ([25])
 14. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان ([26])
 
حدثنا يحيى بن يحيى أنا جعفر بن سليمان عن معلى بن زياد قال قال أبو عثمان النهدي سمعت عمر بن الخطاب وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثر من عدد أصابعي هذه إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم قالوا كيف يكون منافقا عليما قال عالم اللسان جاهل القلب والعقل  ([27])
 وفي لفظ آخر : عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان ([28])
 
15. عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك - وفي رواية - غيرك قال : قل آمنت بالله ثم استقم ،  زاد الترمذي قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه وقال : ( هذا) وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف لسان نفسه " ([29])
 
قال أبو حاتم ابن حبان في صحيحه (13/6) : المعنى في أخذ النبي صلى الله عليه وسلم لسانه بيده قال : ( هذا ) وقد أمكنه أن يقول : اللسان من غير أن يأخذ لسانه أنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بالعلم الذي كان يعلم الناس فأراد أن يسبق نفسه إلى العمل بالعلم الذي استعلم فعلم بأنه أخبر السائل بأن أخوف ما يخاف عليه أن يورد صاحبه الموارد وأمره أن يقبض عليه ولا يطلقه فعمل صلى الله عليه وسلم بما كان يعلمه أولا حتى يفصل مواضع العلم والتعليم .
 
16. عن أفلح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث
ضلالة الأهواء واتباع الشهوات في البطن والفرج والعجب  
   ( [30])
 
17. عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي فتنة أخوف على الرجال من النساء ) ([31])
 
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ([32])
 
18. وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أخوف ما أخاف عليكم ثلاثا :
 رجل آتاه الله القرآن حتى إذا رأى بهجته وتردى الإسلام أعاره الله ما شاء اخترط سيفه وضرب جاره ورماه بالكفر
قالوا : يا رسول الله أيهما أولى بالكفر الرامي أو المرمي به ؟ قال : الرامي وذو خليفة قبلكم آتاه الله سلطانه فقال : من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله وكذب ما جعل الله خليفة حبه دون الخالق
ورجل استهوته الأحاديث كلما كذب كذبة وصلها بأطول منها فذاك الذي يدرك الدجال فيتبعه
( ( [33]
 
إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردءا للإسلام انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك . قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك الرامي أو المرمي ؟ قال : بل الرامي ([34])
 
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي قال إن أخوف ما أخاف عليكم ثلاث رجل قرأ كتاب الله حتى إذا رئيت عليه بهجته وكان ردء الإسلام أعاره الله إياه اخترط  سيفه فضرب به جاره ورماه بالشرك قلنا يا رسول الله الرامي أحق بها أم المرمي قال الرامي وخليفة مثلكم آتاه الله سلطانه فقال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله وكذب ليس لخليفة أن يكون له جنة دون الخالق ورجل استحفته الأحاديث كلما قطع أحدوثة كذب أمدها بأطول منها إن يدرك الدجال يتبعه ( [35] )
  
19.وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن محيريز أن سليمان بن عبد الملك دعاه فقال : لو تعلمت علم النجوم فازددت إلى علمك فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث حيف الأئمة وتكذيب بالقدر وإيمان بالنجوم "
 
وأخرج عبد بن حميد عن رجاء بن حيوة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وظلم الأئمة "
 
قال رسول الله إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث حيف الأئمة وإيمان بالنجوم والتكذيب بالقدر ([36] ) .
 
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ؟ جابر السوائي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أخاف على أمتي ثلاثا استسقاء بالأنواء وحيف السلطان وتكذيبا بالقدر "([37])
  
الايمان القدر
ولقد سئل الصحابي الجليل سلمان الفارسي عن الإيمان بالقدر فقال : إذا علم الرجل من قبل نفسه أن ما أصابه لن يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه فذلك الإيمان بالقدر ([38])
ومذهب السلف قاطبة ان الأمور كلها بتقدير الله تعالى كما قال تعالى وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم ([39])
الإيمان بالقدر فرض لازم وهو أن يعتقد أن الله تعالى خالق أعمال العباد خيرها وشرها وكتبها في اللوح المحفوظ قبل أن خلقهم والكل بقضائه وقدره وإرادته ومشيئته غير أنه يرضى الإيمان والطاعة ووعد عليهما الثواب ولا يرضى الكفر والمعصية وأوعد عليهما العقاب والقدر سر من أسرار الله تعالى لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا يجوز الخوض فيه والبحث عنه بطريق العقل بل يجب أن يعتقد أن الله تعالى خلق الخلق فجعلهم فرقتين فرقة خلقهم للنعيم فضلا وفرقة للجحيم عدلا  و القدرية مجوس هذه الأمة ([40])
ولا يتم الايمان إلا باعتقاد أن الله تعالى منفرد بإيجاد الأشياء على ما هي عليه وأن كل نعمة منه فضل وكل نقمة عدل وأنه أعلم بطباع خلقه منهم وأنه غير ملوم ولا مطعون عليه وأن له تكليفهم بما شاء من الأفعال مع تقدير أسباب منعهم منها وهو تكليف ما لا يطاق.
وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال [ واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعونك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ] وكذلك في الضر وهذا هو الإيمان بالقدر والإيمان به واجب خيره وشره .
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله ص - إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين
  
وأخرج أحمد عن معاوية الليثي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقا من رزقه فيصبحون مشركين قيل له : كيف ذاك يا رسول الله ؟ قال : يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا "( [41]).
 
20. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوف ما أخاف على أمتي ثلاثة الضلالة بعد المعرفة ومضلات الفتن وشهوة البطن والفرج ([42])
 
21.  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  إن أخوف ما أخاف على أمتي أن يكثر لهم المال فيتحاسدوا ، فيقتتلوا  ، ويفتح لهم القرآن فيقرأه البر والفاجر والمنافق فيجادلون به المؤمن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ([43])
 22. قال رسول الله أخوف ما أخاف على أمتي من أعمال ثلاثة قيل يا رسول الله وما هن قال زلة العالم وسلطان جائر وهوى متبع ([44])
 23. عن أبي برزة رضي الله عنه أن النبي كان يقول إن مما أخشى عليكم شهوات الغنى في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى ، ولفظ عاصم وقال عثمان إن النبي قال أخشى عليكم شهوات الغي ([45])
 24. قال رسول الله إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل أما الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ([46])
 إن أخوف ما أخاف : على أمتي الهوى وطول الأمل فأما الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة وهذه الدنيا مرتحلة ذاهبة وهذه الآخرة مقبلة صادقة ولكل واحدة منهما بنون فإن استطعتم أن تكونوا من بني الآخرة ولا تكونوا من بني الدنيا فافعلوا فإنكم اليوم في دار عمل ولا حساب وأنتم غدا في دار حساب ولا عمل  ([47])
 25. عن بن طاووس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يتذاكرون فقال ما كنتم تذاكرون قالوا كنا نتذاكر الدنيا وهمومها ونخشى الفقر فقال لأنا للغنى أخوف عليكم مني للفقر قالوا يا رسول الله وهل يأتي الخير بالشر قال النبي صلى الله عليه وسلم أو خير هو ([48])
 26. عن معاذ بن جبل أنه قال : إن أخوف ما أخاف عليكم أن تنظروا في نعمة ربكم عز و جل و أن تستقصروا في خشيتكم ([49])
 27. يا عائشة إني على أمتي بالعمد أخوف من الخطأ ([50])
 28. إن أخوف ما أخاف على أمتي تأخيرهم الصلاة عن وقتها وتعجيلهم الصلاة عن وقتها ([51])
  
 
الخاتمة
 
اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلي واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فأقر عيني من عبادتك.

 


[1]  )  تحفة  تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي / للمباركفوري ( 5/19)
[2]  )  فتح الباري ( 10/246)
[3]  ) صحيح ابن ماجة ( 2 / 83) رقم الحديث 2077 ، ) ، وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي  ،  قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1552 في صحيح الجامع
[4]  )  صحيح الترغيب والترهيب (2/304)
[5]  ) سلسلة الصحيحة  ( 2 / 34 ) رقم الحديث  508
[6]  ) لسان العرب  (14/445)
[7]  ) معارج القبول ( حافظ بن الحكمي ( 2/489)
[8]  ) سلسلة الصحيحة (2/ 634) رقم الحديث 951 ، حديث رقم : 1555 في صحيح الجامع
[9]  ) أخرج أحمد عن أبي سعيد مرفوعا  / في الزوائد إسناده حسن . وكثير بن زيد وربيح بن عبد الرحمن مختلف فيهما . قال الشيخ الألباني : حسن / صحيح ابن ماجه
[10]  ) سلسلة الصحيحة (3/118) رقم الحديث 1127 ، قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1553 في صحيح الجامع
[11]  ) سلسلة الصحيحة (4/109) رقم الحديث1582 ، قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1551 في صحيح الجامع
[12]  ) كنز العمال ( 10/485)
[13]  ) مجلس إملاء لأبي عبدالله محمد بن عبدالواحد بن محمد الدقاق في رؤية الله تبارك وتعالى – / الأصبهاني ص:160 مسند احمد ( 5/368) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد
[14]  ) كتاب الفتن / للمروزي (1/244)
[15]  ) فوائد الليث بن سعد  89
[16]  ) لل
[17]  ) صحيح ابن حبان ( 15/2018 ) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ،
[18]  ) السلسلة الصحيحة (8/89)
[19]  ) مجمع الزوائد ( 7/646) ، البزار، مسند احمد ( 5/389) إسناده صحيح على شرط الشيخين
[20]  ) تفسير الطبري ( 11/148)
[21]  ) تفسير ابن كثير ( 3/ 230 )
[22]  )  صحيح مسلم 1052 / مسند احمد (3/7)
[23]  ) مصنف ابن أبي شيبة ( 7/84 )
[24]  ) تاج العروس (2908)
[25]  ) اخرجه الترمذي ( ضعيف الترمذي )
[26]  ) مسند الامام احمد – (1/22)  : إسناده قوي ، قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 239 في صحيح الجامع
[27]  ) عظيم قدر الصلاة  / المروزي (2/633)
[28]  ) صحيح ابن حبان ( 1/281)  إسناده صحيح على شرط البخاري
[29]  )  أخرجه : مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي ، مصنف عبدالرزاق (11/128) ، ومسند احمد (3/413) وصحيح ابن حبان (13/6) ، شعب الايمان للبيهقي (4/235) ، قال الشيخ الألباني : صحيح ، صحيح الترغيب والترهيب(3/56)
[30]  ) – الدر المنثور ( 3/403 )
[31]  ) صحيح ابن حبان ( 13/308) إسناده صحيح على شرط الشيخين
[32]  ) كشف الخفاء ( 2/1194)
[33]  ) – الدر المنثور ( 5/169)
[34]  ) السلسلة الصحيحة (8/208)
[35]  ) أحاديث في ذم الكلام وأهله /  أبو الفضل المقرىء ( 1/101)
[36]  )  الإبانة / العكبري ( 2/113)
[37]  ) المعم الكبير  / الطبراني  8/289 ، صحيح بشواهده –ظلال الجنة (1/132)
[38]  ) الاستذكار لابن عبدالبر ( 8/25)
[39]  ) فتح الباري ( 11/478)
[40]  ) عون المعبود للآبادي ( 12/295)
[41]  )  الدر المنثور ( 8 / 31 )
[42]  ) السنن الواردة في الفتن ( ابو عمرو الداني )  (1/295)
[43]  ) السنن الواردة في الفتن ( ابوعمرو الداني )  (3/365)
[44]  ) حاديث في ذم الكلام وأهله /  أبو الفضل المقرىء ( 1/93)
[45]  ) - رواه الطبراني -
[46]  رواه بطول البيهقي في الشعب 10616 - 7 / 370 وابن الجوزي في العلل المتناهية ، قال الشيخ الألباني : ( ضعيف جدا ) انظر حديث رقم : 246 في ضعيف الجامع
[47]  ) كنز العمال (16/34)
[48]  ) مصنف عبدالرزاق ( 11/98)
[49]  ) شعب الايمان / البيهقي ( 4131)
[50]  ) كنز العمال ( 4/411)
[51]  ) كنز العمال ( 7/706)

زياد أبو رجائي                  المنهاج

 | اللغة و السيرة | قراءة لصيغة التفضيل في الأحاديث النبوية
بداية
الصفحة