شرح حديث للبخاري (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء )
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
coch007

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 374235
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 89710
مشرف سابق
coch007

مشرف سابق
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 374235
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 89710
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 53.3
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 7019
  • 12:26 - 2009/05/20

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أحمد الزبيري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمر بن سعيد بن أبي حسين ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عطاء بن أبي رباح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله ( أبو أحمد الزبيري ) ‏
‏هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي , نسب لجده وهو أسد من بني أسد بن خزيمة , فقد يلتبس بمن ينسب إلى الزبير بن العوام لكونهم من بني أسد بن عبد العزى , وهذا من فنون علم الحديث وصنفوا فيه الأنساب المتفقة في اللفظ المفترقة في الشخص . وقد وقع عند أبي نعيم في الطب من طريق أبي بكر وعثمان بن أبي شيبة " قالا حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي أبو أحمد الزبيري " وعند الإسماعيلي من طريق هارون بن عبد الله الحمال " حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري " . ‏

‏قوله : ( عن أبي هريرة ) ‏
‏كذا قال عمر بن سعيد عن عطاء , وخالفه شبيب بن بشر فقال " عن عطاء عن أبي سعيد الخدري " أخرجه الحاكم وأبو نعيم في الطب ورواه طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس , هذه رواية عبد بن حميد عن محمد بن عبيد عنه , وقال معتمر بن سليمان " عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة " أخرجه ابن عاصم في الطب وأبو نعيم , وهذا مما يترجح به رواية عمر بن سعيد . ‏

‏قوله : ( ما أنزل الله داء ) ‏
‏وقع في رواية الإسماعيلي " من داء " و " من " زائدة , ويحتمل أن يكون مفعول " أنزل " محذوفا فلا تكون من زائدة بل لبيان المحذوف , ولا يخفى تكلفه . ‏

‏قوله : ( إلا أنزل له شفاء ) ‏
‏في رواية طلحة بن عمرو من الزيادة في أول الحديث " يا أيها الناس تداووا " ووقع في رواية طارق بن شهاب عن ابن مسعود رفعه " إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا " وأخرجه النسائي وصححه ابن حبان والحاكم , ونحوه للطحاوي وأبي نعيم من حديث ابن عباس , ولأحمد عن أنس " إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء , فتداووا " وفي حديث أسامة بن شريك " تداووا يا عباد الله , فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء , إلا داء واحدا الهرم " أخرجه أحمد والبخاري في " الأدب المفرد " والأربعة وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم , وفي لفظ " إلا السام " بمهملة مخففة يعني الموت . ووقع في رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود نحو حديث الباب في آخره " علمه من علمه وجهله من جهله " أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم . ولمسلم عن جابر رفعه " لكل داء دواء , فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى " ولأبي داود من حديث أبي الدرداء رفعه " إن الله جعل لكل داء دواء فتداووا , ولا تداووا بحرام " وفي مجموع هذه الألفاظ ما يعرف منه المراد بالإنزال في حديث الباب وهو إنزال علم ذلك على لسان الملك للنبي صلى الله عليه وسلم مثلا , أو عبر بالإنزال عن التقدير . وفيها التقييد بالحلال فلا يجوز التداوي بالحرام . وفي حديث جابر منها الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على الإصابة بإذن الله , وذلك أن الدواء قد يحصل معه مجاوزة الحد في الكيفية أو الكمية فلا ينجع , بل ربما أحدث داء آخر . وفي حديث ابن مسعود الإشارة إلى أن بعض الأدوية لا يعلمها كل أحد , وفيها كلها إثبات الأسباب , وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله لمن اعتقد أنها بإذن الله وبتقديره , وأنها لا تنجع بذواتها بل بما قدره الله تعالى فيها , وأن الدواء قد ينقلب داء إذا قدر الله ذلك , وإليه الإشارة بقوله في حديث جابر " بإذن الله " فمدار ذلك كله على تقدير الله وإرادته . والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب , وكذلك تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك , وسيأتي مزيد لهذا البحث في " باب الرقية " إن شاء الله تعالى . ويدخل في عمومها أيضا الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له , وأقروا بالعجز عن مداواته , ولعل الإشارة في حديث ابن مسعود بقوله " وجهله من جهله " إلى ذلك فتكون باقية على عمومها , ويحتمل أن يكون في الخبر حذف تقديره : لم ينزل داء يقبل الدواء إلا أنزل له شفاء , والأول أولى . ومما يدخل في قوله " جهله من جهله " ما يقع لبعض المرضى أنه يتداوى من داء بدواء فيبرأ ثم يعتريه ذلك الداء بعينه فيتداوى بذلك الدواء بعينه فلا ينجع , والسبب في ذلك الجهل بصفة من صفات الدواء فرب مرضين تشابها ويكون أحدهما مركبا لا ينجع فيه ما ينجع في الذي ليس مركبا فيقع الخطأ من هنا , وقد يكون متحدا لكن يريد الله أن لا ينجع فلا ينجع ومن هنا تخضع رقاب الأطباء , وقد أخرج ابن ماجه من طريق أبي خزامة وهو بمعجمة وزاي خفيفة " عن أبيه قال : قلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به هل يرد من قدر الله شيئا ؟ قال : هي من قدر الله تعالى " والحاصل أن حصول الشفاء بالدواء إنما هو كدفع الجوع بالأكل والعطش بالشرب , وهو ينجع في ذلك في الغالب , وقد يتخلف لمانع والله أعلم . ثم الداء والدواء كلاهما بفتح الدال وبالمد , وحكي كسر دال الدواء . واستثناء الموت في حديث أسامة بن شريك واضح , ولعل التقدير إلا داء الموت , أي المرض الذي قدر على صاحبه الموت . واستثناء الهرم في الرواية الأخرى إما لأنه جعله شبيها بالموت والجامع بينهما نقص الصحة , أو لقربه من الموت وإفضائه إليه . ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا والتقدير : لكن الهرم لا دواء له , والله أعلم . ‏

 شرح حديث للبخاري (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء )
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©