| قضايا جريئة بلا إثارة في الدراما الخليجية |
آخر
الصفحة
عبوديے

  • المشاركات:
    230594
مشرف المسلسلات السورية
مشرف المسلسلات العربية
عبوديے

مشرف المسلسلات السورية
مشرف المسلسلات العربية
المشاركات: 230594
معدل المشاركات يوميا: 37.7
الأيام منذ الإنضمام: 6111
  • 04:04 - 2009/04/22
 

ضمن سلسلة من البحوث والدراسات الإذاعية والتلفزيونية، حول أنماط الحياة الاجتماعية الخليجية في الدراما التليفزيونية الخليجية، كشف المؤلف الدكتور خالد عبدالرحيم الزدجالي عن مجموعة من النتائج والخلاصات توصل إليها خلال دراسة كيفية للموضوعات التي تناولتها مجموعة من المسلسلات الخليجية.


هذه الدراسة التفصيلية التي جاءت في 169 صفحة، بحثت ظواهر اجتماعية عدة في سبعة مسلسلات خليجية متنوعة، عرضت جميعها خلال شهر رمضان، وتمثل الإنتاج الدرامي للدول العربية الخليجية (السعودية والإمارات والكويت وعُمان والبحرين وقطر)، حيث تم إنتاجها وعرضها خلال السنوات من 2004 وحتى 2007، وهي: «بلا رحمة»، و«طاش ما طاش» و«غربة مشاعر» و«عندما تغني الزهور»، و«الدريشة» و«الاتجاهات الأربعة».الدكتور الزدجالي أجمل بحثه للمحتوى الدرامي للمسلسلات الخليجية بمجموعة من المؤشرات والاستنتاجات، حيث كانت الملاحظة الأولى للباحث أن جميع المسلسلات للعينة المبحوثة تتعرض بشكل أو بآخر لمظاهر في الحياة الاجتماعية الخليجية، وتتحدث شخصياتها باللهجة الخليجية.


الأهم أن الدراسة وتحليل المضمون أظهرا أن خمسة مسلسلات فقط من السبعة، هي التي يمكن القول إنها عالجت أو تعاملت مع قضايا ومشكلات خليجية واقعية، بينما ابتعد مسلسلان عن تمثيل أنماط قضايا اجتماعية، وأنماط شخصيات خليجية واقعية، وكانا أقرب إلى اقتباس وتقليد الميلودراما الهندية الحادة في أنماط العلاقات والشخصيات والصراعات، وبالتالي انحصر دورهما في تأدية وظائف الترفيه والإثارة الدرامية السطحية.هذه الملاحظة كما قرأها المؤلف، تفضي بحسب ما يوضح إلى نتيجتين، الأولى أنه ليس كل عمل درامي تلفزيوني يحتوي على مظاهر حياة خليجية ويخلو من المنطق المترابط للظاهرة الخليجية، يمكن أن يقال عنه إنه يعالج مشكلات خليجية، أو يعكس أنماط الشخصيات الخليجية الواقعية.


أما النتيجة الثانية، فهي تتلخص بأن خمسة مسلسلات خليجية من بين سبعة عالجت قضايا واقعية من المجتمع الخليجي، وهي نتيجة تتعارض مع بعض المقولات الشائعة لنقد الدراما التلفزيونية الخليجية والتي تصفها إجمالاً بالسطحية، والبحث عن الإثارة وعدم التعامل مع مشكلات وقضايا المجتمع الخليجي، وهي الفرضية التي اختبرتها الدراسة ونفتها.


الأسرة ومشكلاتها وحياتها، هي الموضوع الدرامي الرئيس لستة من المسلسلات السبعة المبحوثة، وتجيء الموضوعات الاجتماعية الأخرى والقضايا والمشكلات المختلفة في إطار نسق درامي تحتل الأسرة مركزه، فيما تناولت عينة الدراسة عدداً غير قليل ومتنوعاً من الموضوعات والمشكلات والقضايا ذات الطابع الاجتماعي الواقعي، واتجهت إلى إظهار النتائج السلبية لنمط السلوك المنحرف أو الضار.


وكشفت الدراسة عن جملة من المشكلات التي تعرضت لها المسلسلات، حتى ظلت الأكثر تكراراً في السرديات الدرامية، وهي: مشكلات مرتبطة بالعلاقات العاطفية بأنواعها المختلفة، بين الشباب بعضهم البعض، وبين كبار السن والشباب، والعلاقات السوية وغير السوية، والقائمة على الحب أو على المصالح الأنانية، إضافة إلى مشكلات متعلقة بزواج الأقارب وبفارق السن، وبالتعليم والطبقة الاجتماعية.


ومن المشكلات التي طرحت، زواج الأب بامرأة شابة خليجية أو غير خليجية، وأثره السلبي اقتصادياً ومعنوياً على أسرته الأصلية، ومشكلة تعدد الزوجات بصفة عامة، ثم عرجت الدراسة على مشكلات أخرى مثل إدمان الأب أو أحد الأبناء على المسكرات والمخدرات، والأمية وعدم استكمال التعليم، والمشكلات الاقتصادية بين شركاء في شركة واحدة أو مشروع ما، وانهيار الأسرة التي تفقد مواردها الاقتصادية بسبب موت الأب أو زواجه بأجنبية، علاوة على مشكلات الزواج العرفي.


كما تعرضت السرديات الدرامية التلفزيونية بشكل متكرر لأنواع مختلفة من مشكلات العمل، وأبرزها: مشكلات اقتصادية ومالية بين شركاء، والبطالة وضيق فرص العمل لغير الحاصلين على مؤهلات تعليمية، ونفور الشباب الخليجيين من العمل اليدوي، ومزاحمة الوافدين والأجانب للعمالة المحلية.


أما المشكلات المتعلقة بجيل الشباب التي تمت معالجتها في سرديات الدراما الخليجية عينة الدراسة، فهي تنحصر في تأثير قيم المجتمع الاستهلاكي الترفي على حياة وأفكار الشباب، وتكرار أنماط الشخصيات الباحثة عن الصعود الاجتماعي السريع بدون بذل جهد، ومشكلات عاطفية وارتفاع تكاليف الزواج، وفشل علاقات وارتباطات بسبب الفوارق الاجتماعية.


وكشفت الدراسة عن مشكلات أخرى تتعلق بالتربية نتيجة فساد الأب، أو غيابه وضياع الطريق أمام الشباب ذكورا وإناثا، ومشكلات تواجه عمل الشباب الذي لم يكمل تعليمه، ومشكلات تتعلق بالتعثر في التعليم، وتأثير إدمان المخدرات على بعض الشباب.


المرأة الخليجية كان لها نصيب وافر من المعالجات الدرامية في المسلسلات الخليجية التي تناولتها الدراسة، وقد عولجت قضايا المرأة في صور متنوعة، أهمها مشكلات المرأة في أسرة يغيب فيها دور الأب بسبب مرض عضال أو بسبب الطلاق أو السفر، وأخرى تتعلق بسطوة الذكور على الإناث داخل الأسرة (الأب، الأخ، ابن العم).


وبرزت صورة الفتاة الخليجية المتعلمة في كافة العينات المبحوثة، كما تناولت العينات ظاهرة المرأة العاملة في مهن متنوعة: طبيبة، ومديرة مشاريع اقتصادية، ومعلمة، ومشرفة اجتماعية، ومصممة ديكور، وسكرتيرة ومذيعة، وفي حالة واحدة سائقة سيارة أجرة «شخصية زهور في مسلسل عندما تغني الزهور».


جميع المسلسلات المبحوثة، ناقشت ضرورة عمل المرأة باعتباره تحقيقاً لقدراتها أو كضمان لاستقلال شخصيتها، أو مشاركة الزوج في تحمل تكاليف الحياة الاجتماعية، كما أبرزت بعض المسلسلات نمط الفتاة المتحررة المقلدة لنمط الفتاة الغربية، وفي حالة واحدة برز نمط (الفتاة / الولد) أو المسترجلة، في إطار معالجة تكشف عن الأسباب الاجتماعية والنفسية لهذه الحالة.


كما أبرزت بعض المسلسلات مشكلة عقم المرأة، أو عدم الإنجاب أو تأخره، وأثر ذلك على الحياة الزوجية، وفي المقابل تكرر ظهور وتناول مشكلات الخيانة الزوجية، خيانة الزوج لزوجته، وبتكرار أقل خيانة الزوجة لزوجها، فيما تناول عدد من المسلسلات المبحوثة نمط المرأة المكافحة التي تتعرض لظروف اجتماعية قاسية تهدد عائلتها وحياتها، لكنها تتغلب عليها بقصة كفاح بطولية، وبالمقابل فلم يتناول أي من المسلسلات المبحوثة قصة كفاح نمط من الرجال.


وبشكل ملحوظ تكرر نمط المرأة سيدة الأعمال القوية المسيطرة على الرجال، التي تدخل في صراعات مالية أو اقتصادية مع شركات منافسة، وتقوم بتدمير المنافسين أو يقوم المنافسون بتدميرها.. وكما يوضح الزدجالي، فلا يوجد في الواقع إحصاء اقتصادي يثبت حضوراً وشيوعاً في الواقع الخليجي لهذا النمط النسائي، بما يبرر ظهوره الدرامي المتكرر، وتنفي كذلك الخبرة العملية شيوع هذا النمط في المجتمع.


وبشكل ملحوظ أيضاً فقد تكرر نمط المرأة الشابة التي تحركها الغرائز وتستخدم أنوثتها للإيقاع بالرجال الأثرياء وكبار السن أو الشباب، والتلاعب بهم بوسائل ماكرة تحت غطاء الزواج أو بدون زواج، وهجرهم بعد اقتناص ثرواتهم.


أما الجرائم التي أوردتها المسلسلات الخليجية، فتتلخص في جرائم المال (الطمع والاختلاس والتزوير والسرقة والنصب والاحتيال، وغيرها)، وجريمة تعاطي المخدرات التي شملت أنماطاً من الذكور والإناث، وجرائم القتل بدوافع السطو على ممتلكات، أو لأسباب غرائزية وعاطفية، وجرائم الآداب وجرائم استغلال النفوذ (احتيال وقتل واستيلاء على ممتلكات الغير)، فيما ظهرت في حالات محدودة أو أحادية جرائم الإهمال المفضي إلى الموت، وابتزاز شاب لفتاة عبر تسجيل شريط مخل بالشرف، وجريمة اغتصاب وجريمة زنا المحارم.

 | قضايا جريئة بلا إثارة في الدراما الخليجية |
بداية
الصفحة