
وأنتَ تُجانِب الصّورة,مُلتحفاً برداءٍ نُسِج حُزناً وحُباً ,
وجهكَ نوافذٌ مُشرعةٌ عَلى "وطنٍ",
وفي عينيكَ "تنتظرُ الأزلَ" ..!
وأنتَ تُجانب الصّورة ,هارباً من ضوءٍ "مُزيفٍ" لظلامٍ تنكشفُ فيه أنتَ بجبهتكَ المُنِيرة كنبيٍ قادمٍ من حِكاياتِ الأولِين ,
مُخبئاً يديكَ,كأنّكَ كنتَ تُحضرُ لمُفاجأة كُبرَى تشتت بها"فرعون زمانكَ" وقد فعلتَ فأخرجت إحداهُما "بيضَاء" ..
الفرقُ الوحِيد ... أنها "لم تسُر النَاظرين"..!
حينها امتدت إليكَ أيادٍ كثيرةٌ تبغِي قطعَ يديكَ فأنتَ تسرقُ "الضوءَ" ل"تنتجه" ...!
المُضحك في الأمر, أنّك لم تكُن تسرقُ الضوءَ من الضحِية , بل من الجلادِ نفسه ...
وتعيد تدوِيره لينتعم بنُوره "الضحية" ..!
أيَا دروِيش ,
بعضُ القمحِ لا يحيَى إلا حِين يمُوت وهكذَا كنتَ أنتَ " حبّة القمحِ التي ماتتْ لي تخضرّ ثانيةً " ..!
بعضُ النّاسِ لا يعُودونَ للحياةِ إلاّ حِين تُوضع فوقَ قبورهم شواهدٌ ساخرةٌ من قبِيل "هُنا يرقُد -بسلامٍ- من يدرِي إن كان يرقدُ بسلامٍ"
وهكذَا كنتَ أنتَ فِي قبركَ ذَاك لا زلتَ تبعثُ برسائِل مُشفرة كُتبت بحبرٍ سريٍ , تهمسُ للأبدِية تُغازِلها بكلامٍ ما قالهُ شاعرٌ من قبل ,وتزورنِي في مَنامِي كُل ثامنٍ من أغسطسَ
بوجهٍ يُشع بهاءاً فأبكِيك كمَا لم أبكِي أحداً من قبلُ وتبتسمَ "وفي موتِي حياةٌ مَا يا صغِيرتي .. وفي موتي حياةٌ مَا" ..!
بعض الحرفٍ لا يكتبُ..بعض الحرف تسمع فِيه صوت الأرض ينادِيك ... وهكَذا كنتَ "صوتَ الأرضِ الصّماء" فارقُد هُناكَ بسلامٍ ..!