هذا الميدانُ الواسعُ الذي نسميه الحياةَ - مجازاً- مكتظٌ حدَ التخمة ..
صهيل الخيلِ قد ملأ رأسي بالضجيج , و أصواتُ المُتفرجين التي تراوحتْ بين التشجِيع والتثبيطِ قد أتعبتْ لا مُبالاتِي ..
و أنا لسوءِ الحظ لستُ براكبةٍ ممتازةٍ كي أعتلي ظهرَ الجوادِ كُل مرةٍ دون أن أسقطَ , أو أنبسَ له بكلامٍ لا يفهمه إلّانا فيخفف مِن حدة صوته .
أنا راكبةٌ فاشلةٌ بامتيازٍ , أسقط كثيراً رغم أني أستعيدُ وعيي بسهولةٍ ثُم أكمل قفزِي فوقَ الحواجِز بأناقةٍ مبالغٍ فيها في بعضِ الأحيان , لأرضي بعضاً من غروري الذِي يسقطُ معي كل مرةٍ .
أسقطُ كثيراً ثم سرعان ما أنهضُ , ليسَ لقُوتي الخارِقة أو لسرعة بديهتِي أو لأي شيءٍ من هذا القبيل , ولكن لأنّه ليسَ لدي خيارٌ آخر غير القيامِ بما أنيط بِي من مهامَ الحياة .
أسقط كثيراً ثم سرعان ما أنهضُ . في الحقيقة أستغرقُ بعضَ الوقتِ , فقط بعض الوقتِ لألملم نفسِي وأجس نبضِي وأتأكد مِن كون هذا السُقوط ليس السُقوط الأكبر . أنتَ تعرف السقوط الأكبر, أ ليسَ كذلكَ ؟ لا أحد يخشاهُ مِنا , ليسَ أنا على الأقلِ , ننتظرهُ بفارغِ الصبر , لأنه سيُريحنا من كل هذا العبث , وكل هذه الحواجِز , وكل هؤلاء المُتفرجين الصُم البُكم لحظةَ انتصاركَ , كغثاءِ السيل لحظةَ انكِساركَ .