فضائل الأمة المحمدية                                                                         
على صاحبها أفضل الصلاة والسلام                                                                      

بسم الله الرحمن الرحيم  

سبحان من قدمنا على جميع الناس وسقانا من معرفتة أروى كاس , وجعل نبينا وأفضل نبى رعى وساس, فلما فضله على الأمة وأنعم علينا بعلو الهمة قال لنا : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) 1

إننا أمة رسالة ولا يجب أبدًا أن تتخلى عن تلك الرسالة فلقد أخرج الله أمة الإسلام لتكون بمثابة المشعل الذي  يضيء الطريق لكل الأمم كي تسير على النهج الذي اختاره الله للبشرية جميعا . ففى الوقت الذي كلف الله فيه الأمم السابقة بأن تستقيم في ذاتها لله ـ جل وعلا ـ  امتثلا لقوله تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصلين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذللك دين القيمة ) البينة 5) كلَّف الله ءمة الإسلام بتكليف عظيمين :

َ1 ـ كلفها بعبوديتها لله ـ جل وعلا ـ: ( وَاعْبُدُوا اللهْ وَلاَ تُشْرِكُوا بِه ِشَيْئًا ) ' النساء:36 "
2 ـ ثم كلفها بأن تكون أمة هادية لكل البشرية وشاهدة على كل البشرية فقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُْم أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءْ عَلَى النَّاسِ وََيَكُونْ الرَُّسُولُ عََلَْيكُمْ شَهِيدًا )' البقرة:143 " , وهذا هو السر في خيرية تلك الأمة المسلمة ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لَلنَّاسْ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفْ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَِرِوَتُؤْمِنُونَ بِاللهْ ) 'آل عمران: 110 " 2

وعن أبي سعيد الخدري أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال : : يدعى نوح يوم القيامة , فيقول : لبيك وسعديك يارب فيقول : هل بلغت ? ـ أي السالة ـ فيقول نعم, فيقال لأمته : هل بلغكم ? فيقولون : ما أتانا من نذير, فيقول : من يشهد لك ? فيقول : محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ , ويكون الرسول عليكم شهيدا, فبذلك قوله عل ذكره : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسْ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )  : البقرة : 143 " 3

وعن أبي بن كعب في هذه الآية قال : ( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ ) وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة , كانوا شهداء على قوم نوح  وقوم هود , وقوم صالح وقوم شعيب وغيرهم أن رسلهم بلَّغتهم وأنهم كذبوا رسلهم , قال أبوا العالية: وهي قراءة أُبي : لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة. ومن حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( مامن رجل من الأمم إلا ودَّ أنه منا أيتها الأمة , ما من نبي كذبه قومه إلا نحن شهداؤه يوم القيامة, أن بلغ رسالة الله ونصح لهم ) 4

 *بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنتم شهداءالله في الأرض والملائكة شهداء الله في السماء ) 5

وإليكم جميعا أيها الإخوة الكرام وأيتها الأخوات الفُضليات تلك الباقة العطرة من فضائل أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم .

 * قال  صلى الله عليه وسلم : ( إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ) .6                    
* وقال صلى الله عليه وسلم :( مثل أمثي مثل المطر لا يُدرى  أوله خير أم آخره ) . 7

*وقال صلى الله عليه وسلم : ( أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة إنما عذابها في الذنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا ) . 8
* وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها ,فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها, وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره ) 9

بل لقد اجتمعت من رحمات الله لهذه الأمة ما لم تجتمع لغيرها .

* قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورهم ما لم تعمل أو تتكلم به وما استكرهوا عليه ) 10

*وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى قد أجار أمتى أن تجتمع على ضلالة ) 11
*وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى : يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها )

12

* وقال صلى الله عليه وسلم : ( فُضلنا على الناس بثلاث : جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة , وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا , وجعلت تربتها لنا طهورًا إذا لم نجد الماء, وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي )/ 13
*قال صلى الله عليه وسلم : ( لم تحل الغنائم لأحد سود الرؤوس من قبلكم . كانت تجمع وتنزل نار من السماء فتأكلها ) / 14

ـ  ونظرًا لقصر أعمار هذه الأمة المباركة فلقد أكرمها الخالق ( جل جلاله ) بمضاعفة الأجر على سائر الأمم من قبلها

* قال صلى الله عليه وسلم : إنما أجلكم فيما خلا من الأمم , كما بين صلاة العصر إلى المغرب الشمس , وإنما مثلكم  ومثل اليهود والنصارى , كمثل رجل إستأجر أجراء فقال : من يعمل من غُدوة إلى نصف النهار على قيراط قيراط ?  فعملت اليهود , ثم قال : من يعمل من نصف النهار إل صلاة العصر على قيراط قيراط ? فعملت النصارى, ثم قال : من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين ? فأنتم هم , فغضبت اليهود والنصارى , وقالوا ما لنا أكثر عملاً وأقلَّ عطاء ? قال : هل ظلمتكم من حقكم شيئا ? قالوا : لا ,قال : فذلك فضلى أوتيه من أشاء ) / 15

* قال صلى الله عليه وسلم :  ( مثل المسلمين  واليهود والنصارى , كمثل رجل استأجر قومًا يعملون له عملاً إلى الليل, فعملوا إلى نصف النهار , فقالوا : لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملا لك, فقال لهم : لا تفعلوا , أكملوا بقية عملكم , وخذوا أجركم كاملاً , فأبوا وتركوه , فستأجر أجراء بعدهم , فقال : اعملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا, حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا : لك ما عملنا , ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه , فقال اكملوا بقية عملكم , فإنما بقى من النهار شيء يسير , فأبوا ,فاستأجر قومًا أن يعملوا له بقية يومهم , فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين كليهما , فذلك مثلهم , ومثل ماقبلوا من هذا النور ) / 16

_  بل إن في آخر زمان عندما  ـ عليه السلام ـ مرة أخرى فإن الله يجعله يصلي خلف رجل من أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم تكرمة لهذه الأمة الميمونة المباركة

* قال  صلى الله عليه وسلم : (منَّا الذي يصلى عيسى بن مريم خلفه ) / 17
 

ـ بل لقد وصفى النبي صلى الله عليه وسلم أمتة وكيف يكون حالها يوم القيامة وكيف يكون حسابها وأخبر أنهم أكثر أهل الجنة .

* قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غُرًا محجلين من آثار الوضوء ) / 18
* وقال صلى الله عليه وسلم : ( نحن آخر الأمم وأول من يحاسب يقال : أين الأمة الأمية نبيها  فنحن الآخرون الأولون ) / 19  
* وقال صلى الله عليه وسلم : ( ليدخلن الجنة  من أمتي سبعون ألفا  أو سبعمائة ألف متماسكون أخذٌ بعضهم بيد بعض لا يدخل أولهم حتى يدخل أخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر ) / 20
* وقال صلى الله عليه وسلم : ( أعطيت سبعين ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر قلوبهم على قلب رجل واحد فاستزدت ربي ـ عز وجل ـ فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا ) / 21
* وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم : (وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بلا حساب  عليهم ولاعذاب مع كل ألف سبعون ألفًا وثلاث حثيات من حثيات ربي ) / 22

* وقال صلى الله عليه وسلم : (ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة إلا أمتي فإنها كلها في الجنة ) / 23

_ أي من مات على التوحيد ولو كان من أهل الكبائر فإن مصيره في النهاية إلى الجنة ـ خلافًا لما عليه المعتزلة من أهل الكبائر سيخلدون في النار ـ ولذلك خصص النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله ( إلا أمتي ).. ومعلوم أن المشرك والمرتد ليس من أمته .

* وقال صلى الله عليه وسلم : ( أهل الجنة عشرون و مائة صف , ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم ) / 24

ـ فيا ليتنا نستشعر قدر نعمة الإسلام كما عرفها الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فملكوا الدنيا بأسرها وأعزهم الله في كل بقعة من بقاع الأرض .

وهاهو الخالق ـ جل جلاله ـ يدعونا لكي نشعر بتلك النعمة  ونثبت عليها ونموت عليها ... قال تعالى ( يَا أَيُهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) / آل عمران: 102 ) .

الإسناد و المراجع                                  

1 / التبصرة لابن الجبزى (1 / 585)
2 /  كتاب ( ولا تمتن إلا وأنتم مسلمون ) للمصنف (ص :6 ) ط . دار الفردوس .
3 / أخرجه البخاري ( 4487) التفسير ـ باب : وكذلك جعلناكم أمة وسطًا .....) الآية.
4 / قال الحافظ في الفتح ( 8/218 ): أخرجه ابن أبي حاتم بسند جيد عن أبى العالية عن أبى بن كعب .
5 / رواه الطبراني عن سلمة بن الأكوع و صححه الألباني في صحيح الجامع (1490 ) .
6 / رواه أحمد و الترمذي وابن ماجه عن معاوية بن حيدة , وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 2301 ).
7 / رواه أحمد والترمذي عن أنس , وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 5854 ) .
8 / رواه أبو داود والطبراني في الكبير والحاكم عن أبي موسى ـ صحيح الجامع ( 1396 )
9 / أخرجه مسلم عن أبى موسى ـ صحيح الجامع ( 1707 )
10 / رواه ابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة, وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 1729 )
11 / رواه ابن أبي عاصم عن أنس , وحسنه الألباني في صحيح الجامع ( 1786 )
12 / رواه أبو داود والبيهقي في ( المعرفة ) عن أبي هريرة , وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 1874)
13 / أخرجه مسلم وأحمد والنسائي عن حذيفة ـ صحيح الجامع ( 4223)
14 / رواه الترمذي عن أبي هريرة , وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 5196 )
15 / أخرجه البخاري و أحمد ومالك والترمذي عن ابن عمر ـ صحيح الجامع (2315 )
16 / أخرجه البخاري عن أبي موسى ـ صحيح الجامع ( 2852 )
17 / رواه أبو النعيم في كتاب ( المهدى ) عن أبي سعيد ـ وصححه الألباني في صحيح الجامع (5920 ) .
18 / متفق عليه عن أبي هريرة ـ صحيح الجامع ( 2005 ) .
19 / رواه ابن ماجه عن ابن عباس , وصححه الألباني في صحيح الجامع (6749 ) .
20 / متفق عليه من سهل بن سعد ـ صحيح الجامع ( 5365 ) .
21 / رواه أحمد عن أبي بكر , وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 1057 ) .
22 / رواه أحمد والترمذي وابن حبان عن أبي أُمامة , وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 7111)
23 / رواه الخطيب البغدادي عن ابن عمر , وصححه الألباني في صحيح الجامع (5693 ) .
24 / رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن بريدة , وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 2526 ) .

إخوتي في الله إدعوا لي بالشفاء العاجل إن شاء الله ويشفي جميع المسلمين  أحبكم في الله