محمد حازورلي ، مخرج جزائري طبع المشهد الثقافي الوطني منذ فترة السبعينات من القرن الماضي إلى يومنا هذا بأعمال فنية قيمة ،بحيث يمتلك مسارا مهنيا ثريا وحافلا بالإنجازات الفنية والثقافية ، سواء في ميدان التلفزيون أو السينما ، حائز على العديد من الجوائز والتكريمات و له حضور ثقافي وفني مميز ، نظرا لثقافته وإطلاعه الواسع واقتحامه لمختلف عوالم الثقافة ،الفن ، التاريخ والتراث و التي تشكل أهم مصادر إلهامه في إبراز الهوية الوطنية .
ولد بتبسة في 08 جانفي 1948 ، زاول الدراسة الابتدائية والاكمالية بمسقط رأسه ، ثم انتقل إلى ثانوية حيحي المكي ، بعد ذلك التحق بمدرسة الفنون الدرامية ببرج الكيفان سنة 1968 ، كما كانت له فترة تكوينية حول السينما بفرنسا بين سنتي 1969 و1970 ، وتربصات تكوينية متعددة .
التحق محمد حازورلي بالتلفزيون الجزائري سنة 1970، كمساعد مخرج ، و أنجز أول عمل كوميدي بعنوان " رمضان والناس " تلاه "مغامرات جحا" سنة 1971 ، ليخرج 7 حلقات من سلسلة "رمضان والناس " سنة 1972 .وهي السنة التي أنجز فيها أول فيلم مطول بعنوان "السخاب " الذي مثل الجزائر في مهرجان براغ سنة 1975 . لتنفتح الأبواب واسعة لمحمد حازورلي لإنجاز أعمال متنوعة منها كوميديا "القطار "وعمل درامي بعنوان"الشهادة " سنة 1974 ، تلاه ثاني فيلم مطول سنة 1975 حول الثورة التحريرية وحوادث 8 ماي 1945 تحت عنوان " الألم" .
كما خاض محمد حازورلي تجربة المنوعات منها حصة " منكم وإليكم " و"صوت من الوادي "مع الفنان عبد الله مناعي سنة 1977 وكذا "حصة اللقاء الكبير "1980، ثم منوعة"سنوات من بعد " و "مشعل الحرية " التي صورت بسكيكدة ، 1982 ، ثم منوعة " الجسر الكبير "سنوات 1988، 1989 ،1990 وهي حصة منوعة جمعت الجزائر ، تونس ، موريتانيا وليبيا ، في ثلاث حصص . غير أن محمد حازورلي ارتبط اسمه أكثر بالحصة الفكاهية "أعصاب وأوتار "التي رافقت شهر رمضان حوالي 20 سنة (1978/1998) وفيلم "حيزية "الذي يروي القصة التراثية الشهيرة سنة 1976،زيادة على مسلسل تاريخي ديني بعنوان" شهداء العقيدة " من سبع حلقات مع الراحل عز الدين مجوبي سنة 1978.
كما أخرج عدة حصص وثائقية في صالح مؤسسات تلفزيوينة أجنبية منها حصة Mosaïque لصالح قناة Antenne 2 ، وحصة "قوس قزح " لأستوديو سعودي مقره بتونس Zini Film ، وإخراج مباريات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم التي جرت بالجزائر سنة 1990 ، وكذا سلسلة منوعات موجهة للوطن العربي ، مصر ،تونس ، الأردن 1993 .وحصة منوعة بعنوان "سهرة عربية " التي نال عنها الجائزة الثانية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي بتونس ، وحصة "موعد مع الذاكرة " التي صورت بولايتي خنشلة وتبسة سنة 1996 ، و "حتى مطلع الفجر " التي مثلت الجزائر في مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي بتونس وحصلت على الجائزة الأولى .
كما أخرج الحفل الكبير الذي نظم ببارسي بباريس بمناسبة اختتام تظاهرة سنة الجزائر بفرنسا سنة 2003 ، كما أنجز مؤخرا فيلم "علي وعلي يدي وعلي مايديش " في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 ، والجزء الثاني من مسلسل "البذرة " ، زيادة على عشرات الحصص والسكاتشات والأفلام الوثائقية .عُيّن عضوا بالمجلس الوطني للسمعي البصري سنة 1990 ، ساهم في إنشاء بانوراما السينما بقسنطينة سنوات الثمانينات ، واختير عضو لجنة تحكيم مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي1995 كما نال جائزة أحسن مخرج بالتلفزيون الجزائري سنة 2000 .