1 |
أَلا هُبِّي بصَحْنِكِ فَاصْبَحينا |
وَلا تُبْقِي خُمورَ الأَندَرِينا |
1 |
2 |
مُشَعْشَعَةً كانَّ الحُصَّ فيها |
إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا |
2 |
3 |
تَجُورُ بذي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ |
إِذا مَا ذاقَها حَتَّى يَلِينا |
3 |
4 |
تَرَى الّلحِزَ الشّحيحَ إِذا أُمِرَّتْ |
عَلَيْهِ لمِالِهِ فيها مُهينا |
4 |
5 |
صَبَنْتِ الْكَأْسَ عَنّا أُمَّ عَمْرٍو |
وكانَ الْكَأْسُ مَجْراها الْيَمِينا |
5 |
6 |
وَمَا شَرُّ الثّلاثَةِ أُمَّ عَمْروٍ |
بِصاحِبِكِ الّذِي لا تصْبَحِينا |
6 |
7 |
وَكَأسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعْلَبَكِّ |
وَأُخْرَى في دِمَشْقَ وَقَاصِرِينا |
7 |
8 |
وَإِنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنا الَمنَايَا |
مُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدِّرِينا |
8 |
9 |
قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينا |
نُخَبِّرْكِ الْيَقِينَ وَتُخْبِرِينا |
9 |
10 |
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صِرْماً |
لِوَ شْكِ الْبَيْنِ أَمْ خُنْتِ اْلأَمِينَا |
10 |
11 |
بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْباً وَطَعْناً |
أَقَرَّ بِهِ مَواليكِ الْعُيُونا |
11 |
12 |
وَإِنَّ غَداً وإِنَّ الْيَوْمَ رَهْنٌ |
وَبَعْدَ غَدٍ بِما لا تَعْلَمِينا |
12 |
13 |
تُرِيكَ إِذا دَخَلْتَ عَلى خَلاءٍ |
وَقَدْ أَمِنَتْ عُيُونَ الْكَاشِحِينَا |
13 |
14 |
ذِرَاعَي عَيْطَلٍ أَدْمَاءَ بَكْرٍ |
هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِينَا |
14 |
15 |
وَثَدْياً مِثْلَ حُقِّ الْعَاجِ رَخْصاً |
حَصَاناً مِنْ أَكُفِّ الّلامِسِينا |
15 |
16 |
وَمَتْنَيْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ وَطَالَتْ |
رَوَادِفُها تَنُوءُ بِما وَلِينا |
16 |
17 |
وَمَأْكَمةً يَضِيقُ الْبَابُ عَنْها |
وَكَشْحاً قَدْ جُنِنْتُ بِهِ جُنُونا |
17 |
18 |
وَسَارِيَتَيْ بِلَنْطٍ أَوْ رُخامٍ |
يَرِنُّ خَشَاشُ حَلْيِهِما رَنِينا |
18 |
19 |
فَما وَجَدْتْ كَوَجْدِي أُمُّ َسْقبٍ |
أَضَلَّتْهُ فَرَجَّعَتِ الَحنِينا |
19 |
20 |
وَلا شَمْطَاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقاها |
لَها مِنْ تِسْعَةٍ إِلا جَنِينا |
20 |
21 |
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّا |
رَأَيْتُ حُمُولَهَا أُصُلاً حُدِينا |
21 |
22 |
فَأَعْرَضَتِ الْيَمامَةُ وَأشْمَخَرَّتْ |
كأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلَتِينَا |
22 |
23 |
أَبَا هِنْدٍ فَلا تَعْجَلْ عَلَيْنا |
وَأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ الْيَقِينا |
23 |
24 |
بأَنَّا نُورِدُ الرَّايَاتِ بِيضاً |
وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رَوِينا |
24 |
25 |
وَأَيَّامِ لَنَا عزِّ طِوَالٍ |
عَصَيْنا الَملْكَ فيهَا أَنْ نَدِينا |
25 |
26 |
وَسَيِّدِ مَعْشَر قَدْ تَوَّجُوهُ |
بِتَاجِ الُملْكِ يَحْمِي الُمْحَجرِينا |
26 |
27 |
تَرَكْنا الَخيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْهِ |
مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَها صُفُونا |
27 |
28 |
وَأَنْزَلْنا الْبُيُوتَ بِذِي طُلُوحٍ |
إِلَى الشَّامَاتِ تَنْفِي الُموِعدِينا |
28 |
29 |
وَقَدْ هَرَّتْ كلابُ الَحيِّ مِنَّا |
وَشَذَّ ْبنا قَتادَةَ مَنَ يَلِينا |
29 |
30 |
مَتَى نَنْقُلْ إِلى قَوْمٍ رَحَانا |
يَكُونُوا فِي الِّلقَاءِ لَها طَحِينا |
30 |
31 |
يَكُونُ ثِفَاُلهَا شَرْقِيَّ نَجْدٍ |
وَلَهْوَتُها قُضاعَةَ أَجْمَعينا |
31 |
32 |
نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّا |
فَأعْجَلْنا الْقِرَى أَنْ تَشْتِمُونا |
32 |
33 |
قَرَيْنَاكُمْ فَعَجَّلْنا قِرَاكُمْ |
قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُونا |
33 |
34 |
نَعُمُّ أُنَاسَنا وَنَعِفُّ عَنْهُمْ |
وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُونا |
34 |
35 |
نُطَاعِنُ مَا تَراخَى النّاسُ عَنَّا |
وَنَضْرِبُ بِالسُّيُوفِ إِذَا غُشِينا |
35 |
36 |
بِسُمْرٍ مِنْ قَنا الَخطِّيِّ لُدْنٍ |
ذَوَابِلَ أَوْ بِبِيضٍ يَخْتَلِينا |
36 |
37 |
كأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبطَالِ فِيها |
وَسُوقٌ بِالأَمَاعِزِ يَرْتَمِينا |
37 |
38 |
نَشُقُّ بِهَا رُؤُوسَ الْقَوْمِ شَقا |
وَنَخْتَلِبُ الرِّقَابَ فَتَخْتَلينا |
38 |
39 |
وَإِنُّ الضِّعْنَ بَعْدَ الْضِّعْنِ يَبْدُو |
عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينا |
39 |
40 |
وَرِثْنا الَمجْدَ قَدْ عَلَمِتْ مَعَدٌّ |
نُطَاعِنُ دُونَهُ حَتَّى يَبِينا |
40 |
41 |
وَنَحْنُ إِذا عِمادُ الْحَيِّ خَرَّتْ |
عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلينا |
41 |
42 |
نَجُدُّ رُؤُوسَهُمْ فِي غَيْرِ بِرٍّ |
فَما يَدْرُونَ مَاذا يَتَّقُونا |
42 |
43 |
كأَنَّ سُيُوفَنا مِنّا وَمِنْهُم |
مَخَارِيقٌ بِأَيْدِي لاعِبِينا |
43 |
44 |
كانَّ ثِيابَنا مِنّا وَمِنْهُمُ |
خُضِبْنَ بِأُرْجُوانٍ أَوْ طُلِينا |
44 |
45 |
إِذا ما عَيَّ بالإِسْنافِ حَيٌّ |
مِنَ الَهوْلِ الُمَشَّبهِ أَنْ يَكُونا |
45 |
46 |
نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتَ حَدِّ |
مُحَافَظَةً وكُنّا الْسّابِقِينا |
46 |
47 |
بِشُبَّانٍ يَرَوْنَ الْقَتْلَ مَجْداً |
وَشِيبٍ في الُحرُوبِ مُجَرَّبِينا |
47 |
48 |
حُدَيَّا النّاسِ كُلّهِمُ جَمِيعاً |
مُقَارَعَةً بَنيهِمْ عَنْ بَنِينا |
48 |
49 |
فَأَمَّا يَوْمَ خَشْيَتِنا عَلَيْهِمْ |
فَتُصْبِحُ خَيْلُنا عُصَباً نُبِينا |
49 |
50 |
وَأَمَّا يَوْمَ لا نَخْشَى عَلَيْهِمْ |
فَنُمْعِنُ غَارَةً مُتَلَبِّبِينا |
50 |
51 |
بِرَأْسٍ مِنْ بَني جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ |
نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالُحزُونَا |
51 |
52 |
أَلا لا يَعْلَمُ الأَقْوامُ أَنَّا |
تَضَعْضعْنا وَأَنَّا قَدُ وَنِينا |
52 |
53 |
أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا |
فَنَجْهَلُ فَوْقَ جَهْلِ الَجاهِلِينا |
53 |
54 |
بأيِّ مَشِيئَة عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ |
نَكُونُ لِقِيلِكُمْ فيها قَطينا |
54 |
55 |
بأَيِّ مَشِيئَة عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ |
تُطيع بِنا الْوُشَاةَ وَتَزْدَرِينا |
55 |
56 |
تَهَدَّدْنا وَأَوْعِدْنَا رُوَيْداً |
مَتى كُنّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينا |
56 |
57 |
فَإِنَّ قَنَاتَنا يا عَمْرُو أَعْيَتْ |
عَلى الأَعْدَاءِ قَبْلَكَ أَنْ تَلِينا |
57 |
58 |
إِذا عَضَّ الثِّقافُ بها اشْمأَزَّتْ |
وَوَلَّتْهُ عَشَوْزَنَةً زَبُونا |
58 |
59 |
عَشَوْزَنَةً إِذا انْقَلَبَتْ أَرَنَّتْ |
تَشُجُّ قَفَا الُمثَقِّفِ وَالَجبِينا |
59 |
60 |
فَهَلْ حُدِّثْتَ في جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ |
بِنَقْصٍ في خُطُوبِ الأَوَّلِينا |
60 |
61 |
وَرِثْنا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بنِ سَيْفٍ |
أَباحَ لَنَا حُصُونَ الَمجْدِ دِينا |
61 |
62 |
وَرِثْتُ مُهَلْهِلاً وَالْخَيرَ مِنْهُ |
زُهَيْراً نِعْمَ ذُخْرِ الذّاخِرينا |
62 |
63 |
وَعَتَّاباً وَكُلْثُوماً جَمِيعاً |
بِهِمْ نِلْنا تُراثَ الأكْرَمِينا |
63 |
64 |
وَذا الْبُرَةِ الَّذِي حُدِّثْتَ عَنْهُ |
بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي الُمحْجَرينا |
64 |
65 |
وَمِنَّا قَبْلَةُ الْسّاعِي كُلَيْبٌ |
فأيُّ الَمجْدِ إِلا قَدْ وَلِينا |
65 |
66 |
مَتَى نَعْقِدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ |
تَجُذَّ الْحَبْلَ أَوْ تَقِصِ الْقَرِينا |
66 |
67 |
وَنُوَجدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَاراً |
وَأَوْفاهُمْ إِذا عَقَدُوا يَمينا |
67 |
68 |
وَنَحْنُ غَداةَ أُوِقدَ في خَزَازَى |
رَفَدْنَا فَوْقَ رِفْدِ الرافِدِينا |
68 |
69 |
وَنَحْنُ الَحابِسُونَ بِذِي أَرَاطَى |
تَسَفُّ الجِلّةُ الْخُورُ الدَّرِينا |
69 |
70 |
وَنَحْنُ الْحَاِكُمونَ إِذا أُطِعْنا |
وَنَحْنُ الْعَازِمُونَ إِذا عُصِينا |
70 |
71 |
وَنحْنُ التَّارِكُونَ لِما سَخِطْنا |
وَنَحْنُ الآخِذُونَ لِما رَضِينا |
71 |
72 |
وَكُنَّا الأَيْمَنِينَ إِذا الْتَقَيْنا |
وَكاَنَ الأَيْسَرِينَ بَنُو أَبِينا |
72 |
73 |
فَصَالُوا صَوْلَةً فِيمَنْ يَلِيهِمْ |
وَصُلْنا صَوْلَةً فيمَنْ يَلِينا |
73 |
74 |
فآبُوا بالنِّهابِ وبالسَّبايا |
وَإِبْنا بالُمُلوكِ مُصَفَّدِينا |
74 |
75 |
إِلَيْكُمْ يا بَني بَكْرٍ إِلَيْكُم |
أَلَمَّا تَعْرِفُوا مِنَّا الْيَقِينا |
75 |
76 |
أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنّا وَمِنْكم |
كَتَائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرْتَمِينا |
76 |
77 |
عَلَيْنا الْبَيْضُ وَالْيَلَبُ الْيَماني |
وَأَسْيَافٌ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِينا |
77 |
78 |
عَلَيْنا كُلُّ سَابِغَةٍ دِلاصٍ |
تَرَى فَوْقَ النِّطاقِ لها غُضونا |
78 |
79 |
إِذا وُضِعَتْ عَنِ الأَبْطالِ يَوْماً |
رَأَيْتَ لَها جُلودَ الْقَوْمِ جُونا |
79 |
80 |
كأَنَّ عُضُونَهُنَّ مُتُونُ غَدْر |
تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ إِذا جَرَيْنا |
80 |
81 |
وَتََحْمِلُنا غَداةَ الرَّوْعِ جُرْدٌ |
عُرِفْنَ لَنا نَقَائِذَ وَافْتُلِينا |
81 |
82 |
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثاً |
كامثال الرِّصائِعِ قَدْ بَلِينا |
82 |
83 |
وَرِثْناهُنَّ عَنْ آبَاءِ صِدْقٍ |
وَنُورِثُها إِذا مُتْنا بَنِيْنا |
83 |
84 |
عَلى آثَارِنَا بِيضٌ حِسانٌ |
نُحَاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهونا |
84 |
85 |
أَخذْن عَلى بُعُولَتِهِنَّ عَهْداً |
إِذَا لاقُوْا كَتَائِبَ مُعْلِمِينَا |
85 |
86 |
لَيَسْتَلِبُنَّ أَفْرَاساً وَبِيضاً |
وَأَسْرَى فِي الْحَدِيدِ مُقَرَّنِيناً |
86 |
87 |
تَرَانَا بَارِزِينَ وَكُلُّ حَيِّ |
قَدِ اتَّخَذُوا مَخَافَتَنا قَرِينا |
87 |
88 |
إِذا مارُحْنَ يَمْشِينَ الُهوَيْنَى |
كَما اضْطَرَبَتْ مُتُونُ الشَّارِبِينا |
88 |
89 |
يَقُتْنَ جِيادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُمْ |
بُعُولَتَنَا إِذَا لَمْ تَمْنَعونا |
89 |
90 |
ظَعائِنَ مِنْ بَني جشَمِ بِنِ بَكْرٍ |
خَلَطْنَ بِميسَمٍ حَسَباً وَدِينا |
90 |
91 |
وَمَا مَنَعَ الْظَّعائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ |
تَرَى مِنْهُ الْسَّواعِدَ كالقُلِينا |
91 |
92 |
كأَنَّا وَالْسُّيُوفُ مُسَلَّلاتٌ |
وَلَدْنا الْنَّاسَ طُرَّا أَجْمَعِينا |
92 |
93 |
يُدَهْدُونَ الرُّؤُوسَ كما تُدَهْدِي |
حَزَاوِرَةٌ بأَبْطَحِهَا الْكُرِينا |
93 |
94 |
وَقَدْ عَلِمَ الْقَبَائِلُ مِنْ مَعَدِّ |
إِذَا قُبَبٌ بِأَبْطَحِهَا بُنِينا |
94 |
95 |
بِأَنّا الُمطْعِمُونَ إِذَا قَدَرْنَا |
وَأَنَّا الُمهْلِكُونَ إِذَا ابْتُلِينا |
95 |
96 |
وَأَنَّا الَمانِعُونَ لِما أَرَدْنا |
وَأَنَّا الْنَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينا |
96 |
97 |
وَأَنّا التَّارِكُونَ إِذَا سَخِطْنَا |
وَأَنّا الآخِذُونَ إِذَا رَضِينا |
97 |
98 |
وَأَنّا الْعَاصِمُونَ إِذَا أُطِعْنْا |
وَأَنّا الْعازِمُونَ إِذَا عُصِينا |
98 |
99 |
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا الَماءَ صَفْواً |
وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِينا |
99 |
100 |
أَلا أَبْلِغْ بَني الْطَّمَّاحِ عَنَّا |
وَدُعْمِيًّا فَكَيْفَ وَجَدْتُمونا |
100 |
101 |
إِذَا مَا الَملْكُ سَامَ الْنَّاسَ خَسْفاً |
أَبَيْنا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينا |
101 |
102 |
مَلاَنا الْبَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا |
وَمَاءَ الْبَحْرِ نَمَلؤُهُ سَفِينا |
102 |
103 |
إِذا بَلَغَ الْفِطَامَ لَنا صَبِيٌّ |
تَخِرُّ لَهُ الْجَبابِرُ ساجِدِينا |
103 |
الشاعر
هذه المعلقة هي الخامسة في المعلقات و هي من أغنى الشعر الجاهلي بالعناصر الملجمية و الفوائد التاريخية و الاجتماعية و أما مقياس جمالها الغني فهو ما تحركه لدى سماعها في النفس من نبض الحماسة و شعور العزة و الاندفاع . و أما الشاعر عمرو بن كلثوم فهو من قبيلة تغلب كان أبوه كلثوم سيد تغلب و أمه ليلى بنت المهلهل المعروف ( بالزير ) و في هذا الجو من الرفعة و السؤدد نشأ الشاعر شديد الإعجاب بالنفس و بالقوم أنوفاً عزيز الجانب ، فساد قومه و هو في الخامسة عشرة من عمره تقع معلقة ابن كلثوم في ( 100 ) بيت أنشأ الشاعر قسماً منها في حضرة عمرو بن هند ملك الحيرة و كانت تغلب قد انتدبت الشاعر للذود عنها حين احتكمت إلى ملك الحيرة ، لحل الخلاف الناشب بين قبيلتي بكر و تغلب ، و كان ملك الحيرة ( عمرو بن هند ) أيضاً . مزهواً بنفسه و قد استشاط عضباً حين وجد أن الشاعر لا يقيم له ورناً و لم يرع له حرمة و مقاماً فعمد إلى حيلة يذله بها فأرسل ( عمرو بن هند ) إلى عمرو بن كلثوم ( يستزيره ) و أن يزير معه أمه ففعل الشاعر ذلك و كان ملك الحيرة قد أوعز إلى أمه أن تستخدم ليلى أم الشاعر و حين طلبت منها أن تناولها الطبق قالت ليلى : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها . . . . ثم صاحت ( واذلاه ) يالتغلب ! فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فوثب إلى سيف معلق بالرواق فضرب به رأس عمرو بن هند ملك الحيرة و على إثر قتل الملك نظم الشاعر القسم الثاني من المعلقة و زاده عليها . ( و هي منظومة على البحر الوافر ) و من أطرف ما ذكر عن المعلقة أن بني تغلب كباراً و صغاراً كانوا يحفظونها و يتغنون بها زمناً طويلاً . توفي الشاعر سنة نحو ( 600 ) للميلاد بعد أن سئم الأيام و الدهر |