

الادوات المالية طويلة الاجل(01)
حصري 
السندات

فلنبدأ على بركة الله
تعريف السندات:
تعد السندات من أهم أشكال الأوراق المالية الشائعة التداول في سوق الأوراق المالية مثل الأسهم فهي تمثل شهادات مديونية تصدرها منشآت الأعمال المختلفة و الدولة وبعض مؤسساتها المركزية ، ويستثمر فيها الراغبين بعائد ثابت و بدرجة من الأمان في التحقيق ولهذا تعبر السندات على علاقة مديونية و دائنية بين طرفين الأول هو الجهة المصدرة للسند و الثاني هو المستثمر .
وهو كذلك تعهد بسداد مبلغ معين في تاريخ معين بمعدل فائدة محدد .
كما يعرف فقهاء القانون التجاري السندات باعتبارها صكوك متساوية القيمة قابلة للتداول بالطرق التجارية
وتصدر السندات بسعر ثابت أو متغير أو بسعر عائم فالإصدار بسعر ثابت فيعني أن يبقى سعر الفائدة ثابت على القيمة الاسمية طوال مدة القرض و الذي يتحقق في حالات الاستقرار النقدي و المالي أما الإصدار بسعر متغير فيعني أن السعر يتغير في المراحل الزمنية المختلفة أو يرتبط بمتوسط عام يتعلق بظروف السوق أو نتيجة النشاط الاقتصادي في المشروع مع حد أدنى وقد يرتبط بقيمة السندات الموازية ويتحقق هذا الإصدار في فترات عدم الاستقرار النقدي و المالي(التضخم ) و أخيرا هناك الإصدار العائم حيث يتحدد عائد السند بظروف العرض و الطلب في السوق مع ارتباطه بمؤشر عام مثل سعر السوق النقدية أو سعر السندات الحكومية أو أسعار البنك المركزي
أنواع السندات
تنقسم السندات إلى عدة أنواع حسب عدة معايير نذكر منها:
1) تقسيم السندات حسب شكل إصدارها : حسب هذا المعيار تنقسم السندات إلى سندات لحاملها وسندات اسمية
السندات لحاملها Bearer bonds : ويقصد بالسند لحامله ذلك السند الذي يخلو من اسم المستثمر ويعد ورقة مالية يتم تداوها بيعا و شراء مثل بقية الأوراق المالية و لكون فائدة هذا النوع من السندات يدفع من خلال كوبونات مرفقة فإن هذا النوع من السندات يسمى بسندات الكوبون حيث يحصل المستثمر على الفائدة بمجرد نزع الكوبون المرفق بالسند وتقديمها للبنك الذي يتولى دفع الفوائد وعند حلول موعد استحقاق السند يكون لحامله الحق في استلام قيمة السند الاسمية من البنك مباشرة.
السندات الاسمية : يقصد بالسند الاسمي ذلك السند الذي يصدر باسم صاحبه وهو سند غير قابل للتداول مثل السندات لحاملها و إنما تتم عملية البيع و الشراء وفق القواعد القانونية لنقل الملكية بالنسبة للأصول الأخرى ويضم هذا النوع من السندات الحماية الكاملة للمستثمر من ناحية السرقة أو التلف .
2) تقسيم السندات حسب القابلية للتحويل: تعد السندات القابلة للتحويل Convertibale bonds من أشهر أنواع السندات التي يهتم بها المستثمرون حيث ينص صراحة بأن حامل السند يمكن تحويل قيمة السند وعوائده إلى أسهم عادية في الشركة المصدرة ، فمالك السند عندما يلاحظ أن الأرباح التي يحصل عليها المساهمون أعلى بكثير من الفائدة السنوية الاسمية فإنه يستطيع أن يطلب من الشركة المصدرة تحويل سنده إلى سهم ، وتوفر السندات القابلة للتحويل مزايا مختلفة لجميع أطراف السوق المالي؛المصدر و المستثمر و الوسيط فبالنسبة للمصدر فإنه يتمكن من أن يحصل على الأموال التي يحتاجها بكلفة منخفضة نسبيا وهذا راجع لأن معدلات الفائدة التي تحملها السندات القابلة للتحويل تكون أقل من معدلات الفائدة في السندات العادية ويستفيد من هذه الميزة الشركات التي تكون في بداية حياتها التشغيلية أي فيما يعرف بمرحلة النمو ومن جهة أخرى فإن إصدار السندات القابلة للتحويل من قبل الشركات سوف يجنبها مخاطر أثر الإغراق، أما بالنسبة للمستثمر فإنها تعطيه فرصة الحصول على أرباح رأسمالية ناتجة من الارتفاع المتوقع في القيمة السوقية للسهم عن سعر التحويل إضافة إلى أنها تحميه من خسائر رأسمالية بسبب ما يوفره السند للمستثمر من أمان أي أنه مهما انخفضت القيمة السوقية للسهم العادي فإن مقتني السند القابل للتحويل يضمن له على الأقل فرصة الحصول على سعر الفائدة للسند والذي يتمثل بسعره السوقي كسند عادي بدون شرط القابلية للتحويل ، أما مزايا السندات القابلة للتحويل بالنسبة للوسيط فإنها تتيح الفرص لكل الوسطاء القيام بقدر كبير من المتاجرة بالملكية و التي تتحقق بسبب انخفاض نسبة الهامش المطلوب للمضاربة بها في السوق المالي و التي تقل عادة عن نسبة الهامش المطلوب للمضاربة في الأسهم مما يوفر لها فرصة تحقيق أرباح رأسمالية كبيرة عن طريق التعامل بها في السوق الثانوي .
أما السندات غير قابلة للتحويل No convertibale bonds فهي الشكل الشائع لسندات الإقراض، فالأصل في السندات هي غير قابلة للتحويل وإن منحت ميزة خاصة فإنها تكون قابلة للتحويل
3) تقسيم السندات على أساس الضمان: وتنقسم حسب هذا المعيار إلى :
السندات المضمونة Secured bonds : يقصد بالسندات المضمونة تلك السندات التي تعطي لحاملها الحق في المطالبة بالضمان المحدد عندما لا تستطيع الشركة المصدرة لها الوفاء بأصل السند أو فائدته ، أو عند تصفية هذه الشركة، و نظريا يستطيعون التصرف بهذه الأصول واستيفاء حقوقهم كالتالي:
· إذا كانت القيمة البيعية لهذه الأصول أكبر من ديونهم فإنهم يستوفون حقوقهم ويسددوا الباقي للشركة
· إذا كانت القيمة المتحصلة من عملية البيع أقل فإن أصحاب السندات يصبحون من الدائنين العاديين بمقدار المبلغ المتبقي
السندات غير المضمونة :هي سندات تخلو من أي رهن لصاحبها سِوى تعهد و التزام الشركة المصدرة لها بالتسديد، و تسمى هذه السندات بالسندات العادية فالضمانات الفعلية لهذه السندات هي إجمالي أصول الشركة المصدرة و مركزها المالي (قدرتها على مواجهة التزاماتها تجاه دائنيها ) وهي تشمل عدة أنواع نذكر منها :
· سندات الدخل Income bonds : هي السندات التي تكفل للمستثمر فيها الحصول على الفائدة فقط في الحالة التي تحقق فيها العوائد ، والمعروف عن سندات الدخل أنها لا تعرض للبيع من الشركة كتمويل جديد لكن إصدارها يتم عند إعادة الرسمية لاستبدال الأوراق المالية
· السندات العادية : تعتبر السندات العادية غير مضمونة، إذ لم يقرر لها أي حق أو رهن كضمان لها، و يعتبر حملة السندات العادية مقرضين للأموال تتحقق لهم الحماية بموجب ملكية شهادة الاكتتاب في السند فقط، و السندات العادية تصدر بالقيمة الاسمية و لا تسترد عند انتهاء أجلها سوى القيمة الاسمية
· السندات الثانوية العادية : أقل مرتبة من الأسهم العادية من حيث نسبة المبلغ المتبقي من تصفية الشركة وأقل من مرتبة السندات المضمونة التي يكون لها الحق في الحصول على الجزء الأكبر أو كل الحقوق المالية لحملة هذه السندات حتى و لو لم يبقى أي مبلغ مالي لحملة السندات الثانوية.
4) تقسيم السندات حسب آجال الاستحقاق : تنقسم السندات حسب آجال استحقاقها إلى :
السندات قصيرة الأجل: هي سندات لا يتجاوز تاريخ استحقاقها سنة واحدة و تعتبر هذه السندات أداة تمويلية قصيرة الأجل يتم تداولها في السوق النقدي و تمتاز هذه السندات بدرجتها العالية من السيولة بسبب انخفاض درجة المخاطرة، و تصدر هذه السندات بمعدلات فائدة منخفضة نسبيا ومن بين هذه السندات :
· السند الأذني: الذي يعتبر من الأوراق التجارية التي غالبا ما تصدر عن التجار، و من هذه السندات "أذونات الخزينة " والتي تصدر لمدة قصيرة ويكون سعر الفائدة المدفوع عليها قليلا نسبيا.
· سندات اليورو قصيرة الأجل: وهي سندات تصدر على شكل سند لحامله قابلة للتداول وتصدر بآجال قد تتراوح بين أسبوع و سنة واحدة
سندات متوسطة الأجل: هي سندات يزيد أجل استحقاقها عن عام واحد ولا يتجاوز سبع سنوات، و تعتبر هذه السندات أداة تمويلية متوسطة الأجل و معدلات فائدتها أعلى من معدلات فائدة السندات قصيرة الأجل بسبب درجة المخاطرة المرتفعة وقلة سيولتها
السندات طويلة الأجل: وهي سندات يزيد تاريخ استحقاقها عن سبع سنوات و يتم تداول أغلب أنواعها في أسواق رأس المال وتصدر بمعدل فائدة أعلى من فوائد السندات القصيرة و المتوسطة الأجل.
5) تقسيم السندات على أساس جنسية المقترض: تنقسم حسب هذا المعيار إلى سندات محلية و أجنبية و دولية:
السندات المحلية: هي السندات التي تصدرها مؤسسة محلية عامة كانت أم خاصة و يتم التعامل بها على المستوى الوطني فقط.
السندات الأجنبية: هي السندات التي تصدر من طرف مؤسسات محلية لصالح مقترض أجنبي بعملة البلد الذي تصدر فيه ويتم تداول هذه السندات على المستوى الاقتصادي الوطني.
السندات الدولية :عبارة عن سندات تصدر بغير عملة البلد الذي صدرت به كأن تصدر مؤسسة أو شركة بريطانية سندات بالدولار الأمريكي وتصدر هذه السندات عن مؤسسات ومنظمات دولية كتلك التي يصدرها البنك الدولي لتمويل متطلبات الدول الأعضاء

|